الأربعاء، 15 يناير 2020

نبذة في نشأة علم أصول النحو

نُشر في تويتر وفسبك في 20/ 5/ 1441هـ.
أوّلُ من رام أن يصنّف في علم (أصول النحو) هو ابن جني (ت392هـ) في «الخصائص»، فقد ذكر أن من ما حمله على تأليفه أنه لم ير (أحدًا من علماء البلدين تعرض لعمل أصول النحو على مذهب أصول الكلام والفقه)، ولكنه لم يخلّصه للأصول ولم يستقص مسائله ولم يجوّد ترتيبه.
ثم جاء من بعده أبو البركات الأنباري (ت577هـ) فألّف كتابَيه «لُمَع الأدلة في أصول النحو» و«الإعراب [أو الإغراب] في جدل الإعراب» في جدل النحو، وزعم أنه هو واضع العلمين: علمِ أصول النحو، وعلمِ الجدل في النحو. وقد جعل أدلّة النحو ثلاثة: نقل (سماع)، وقياس، واستصحاب حال. ولم يَعرِض في النقل للكلام على القراءات ولا الحديث، ولم يشر إلى «خصائص» ابن جني ولا نقل عنه. ونصّ على أنه ألّفه على حدّ أصول الفقه. وهو كذلك حتى إنه لا يكاد يكون له في الكتاب من فضلٍ إلا تغيير الأمثلة. 
ثم خلَفَه السيوطي (ت911هـ) فألّف كتابه «الاقتراح» وذكر أنه لم يُسبق إلى ترتيبه وتهذيبه، ونصّ أيضًا على أنه رتّبه على ترتيب أصول الفقه، وزعم أنه لم يرَ كتابَي الأنباري إلا بعد فراغه من كتابه، وأنه أخذ لبابهما بعدُ وأدخله في خلل كتابه. وقد جعل أدلة النحو أربعة، وهي الثلاثة التي ذكرها الأنباري، والرابع الإجماع، تعويلًا على ما نقله عن ابن جنّي في «الخصائص» من أنها ثلاثة: السماع، والإجماع، والقياس. وليس ذلك في المطبوع من كتاب ابن جني. ولعلّه أخذه منه استنباطًا. وأكثر كتابِ السيوطيّ منقولٌ عن كتاب ابن جني وكتابَي الأنباري.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق