الجمعة، 5 يونيو 2020

القول المحكم في رسم (ضوءُه) و(الهيئة) و(التوءم)

في الهمزة المتوسطة
نُشر في فسبك وتويتر في 13/ 10/ 1441هـ.
س: أي الرسمين هو الصحيح (توءَم) أم (توأَم)؟ وكذلك (ضَوءُه) أم (ضَوؤُه)؟ 
ج: هاتان مسألتان مختلفتان، فأما (توءم) فقد وقعت همزتها مفتوحةً بعد واو ساكنة غيرِ مدّيّة [أي ليست مسبوقة بضمة، خلافًا لنحو: مرُوْءَة]. وحكمها عند المتقدّمين حكمُ المسبوق بياء ساكنة غيرِ مدّيّة نحو (هيئة) [أي ليست مسبوقة بكسرة، خلافًا لنحو: بِيْئة]. ولهم في ذلك قولان: 
الأول: رسمها مفردةً على السطر (هيئة) [بنبْرة عند المعاصرين] (توءَم). وحجتهم في ذلك مراعاة صورتها في مذهب التخفيف إذ يحذفها أكثر العرب فيقولون: (هيَة) و(توَم). وهذا القول هو مذهب الجمهور. 
الثاني: رسمها على ألف (هيأة) (توأم) إذ كان من العرب من يخفّفها بإبدالها ألفًا فيقول: (هيَاْة) و(توَاْم) كما تُخفَّف (مرْأَة) و(يسْأَل) إلى (مرَاْة) و(يسَاْل). وقد حكى ابنُ السراج (ت316هـ) جواز هذا القول عن البغداديين. وهو مذهب ابن جني (ت392هـ) والسيوطي (ت911هـ). وظاهر إطلاقهما أنه يشمل عندهم ما ياؤه أصلية كـ(هَيأة) وما ياؤه زائدة كـ(الحُطيأة)، غير أنه يُشكل على هذا أن (الحُطيْئة) ونحوها لا تُخفَّف هذا التخفيف، بل تخفيفها (الحُطيَّة) فقط. 
أما المعاصرون فقد اختلفوا على هذين القولين أيضًا، فرجّحَ مجمع اللغة العربية بدمشق في نشرته الأولى لـ"قواعد الإملاء" عام 2004م القول الأول مطلَقًا، ورجَّحَ مجمع اللغة العربية بالقاهرة في قراره الأول عام 1960م القولَ الثاني مطلقًا، ثم فرَّق مجمع القاهرة في قراره الثاني الأخيرِ عام 1980م بين النوعين فاختار في المسبوق بياء القولَ الثانيَ (هيأة) وفي المسبوق بواو القولَ الأولَ (توْءم). وفرّقَ مجمع دمشق في نشرته الثانية عام 2010م بين النوعين أيضًا، ولكنه أخذ بعكس قول مجمع القاهرة، فاختار في المسبوق بياء القولَ الأول (هيئة) وفي المسبوقِ بواو القول الثاني (توأم). ولا وجه لهذا التفريق. 
وأما ما عليه عملُ الناس اليوم فإن معظمهم على التفريق الذي هو رأي مجمع دمشق الثاني، وذلك أنهم يرسمون الهمزة في نحو (هيئة) مفردة على السطر، وفي نحو (توأم) على ألف. 
ومنهم من لا يفرّق بينهما فيرسمهما جميعًا على السطر (هيئة) و(توءَم). وله شيوع في سورية. ومنهم من يرسمهما جميعًا على الألف (هيأة) و(توأم). وهو الشائع في العراق.
وكلا القولين سائغ، ولكنّ التفريق بين النوعين لغير علّة صحيحة ليس بمرضيّ. وأنا أستحبّ رسمهما جميعًا على السطر (هيئة) و(توءَم). 
وأما (ضَوْءُه) ونظائرها كـ(وضُوْءُه) و(نَوْءُها) - وحدُّها أن تكون الهمزة مضمومة بعد واو ساكنة - فإنها تُرسم مفردة على السطر. وليس أحد من المتقدّمين والمعاصرين يرسمها على واو. ولم يشِذّ عن هذا في ما أعلم إلا الغلاييني (ت1364هـ). وتبِعه مجمع اللغة العربية بدمشق، فإنهم يرسمونها على واو (ضَوْؤُه) و(وضُوْؤُه) و(نَوْؤُها). ولا وجه لذلك، لأن رسم الهمزة مبنيّ على مذهب التخفيف، وتخفيف هذه المسألة بالإبدال والإدغام أو الحذف، فيقال: (ضَوُه) و(وضوُّه) و(نَوُها)، فلا وجه لزيادة واو ثانية في الرسم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق