الاثنين، 22 يوليو 2019

المعلقات السبع مقروءة مسموعة بضبطي وإلقائي مع ملحقاتها

في نشرة المعلقات السبع
نُشرت منجّمة في تويتر في مدّةٍ أولها 8/ 10/ 1436هـ وآخرها 19/ 5/ 1437هـ.  
* تمهيد:
كنت عزمتُ منذ سنوات على أن أخرج نسخة من المعلقات مضبوطة ضبطًا صحيحًا، فأخذت أجمع رواياتها من جميع كتب المتقدمين حتى نهاية القرن الثالث كتابًا كتابًا، ومن كتب بعض أهل القرن الرابع بشروطٍ. وقد فرغت من ذلك بحمد الله.
ثم توخّيت أن أتخيّر من روايات كلّ موضع منها أصحَّها وأجودَها وأقربها إلى لغة الشاعر وأسلوبه وأن أنفي عنها مصنوعها ومنحولها وأن أقيم ما اضطرب من ترتيب بعض أبياتها. وقد بدأت بذلك، ولكنْ لما كان هذا العمل محوجًا إلى زمان مديد فقد رأيت أن أسعف طلاب العلم بنسخة مضبوطة أعتمد فيها رواية أبي بكر الأنباري (ت٣٢٨) لتقدّمه وجودة روايته في الجملة إلا مواضعَ أُريتُ العدول عنها إلى روايات أخرى، مع تصحيح ما أخطأ عبد السلام هارون في ضبطه ومع إلحاق تسجيل صوتيّ لها إلى أن يأذن الله  تعالى بإتمام ذلك العمل.

* المعلقات السبع
- المعلقات السبع بضبط فيصل المنصور مكتوبة في ملف واحد.
احتملْها من هنا: 

- المعلقات السبع مسموعة بإلقاء فيصل المنصور في اليتيوب:

- المعلقات السبع مسموعة في ملف واحد في موقع أرشيف: 
احتملْها من هنا:

- المعلقات السبع منشدةً ملحَّنة بصوت عبد الله العوذلي:
https://www.youtube.com/watch?v=_voHhvgNCH0&list=PLq6ua-HrU7zDCVNwRq4qnGXcZHaRIYdug

- المعلقات السبع مكرّرة للحفظ، من عمل بعض الإخوة:
https://www.youtube.com/playlist?list=PLfYnDZ2MgtPBCrUDNe1wYmAqj47ITCHTn


- المعلقات السبع في موقع (متون) بخصائص التكرار والتسريع والتقديم والتأخير:

* تصحيحات:
نُشر بعضها في تويتر، وبعضها لم يُنشر من قبل.
1- معلقة طرفة: (وإن يأتك الأعداءِ). الصواب (الأعداءُ). 
2- معلقة لبيد: (ولخير واصلٍ). الصواب (واصلِ) من غير تنوين.
3- معلقة لبيد: (كدخانٍ مشعلة). الصواب (كدخانِ) من غير تنوين.
4- معلقة لبيد: (كم مَّن ليلة). الصواب (كم مِّن) بكسر الميم المشددة.
5- معلقة لبيد: (عنديْ وَّلم). الصواب (عنديْ وَلم) من غير تشديد.

* تعليقات:
نُشرت في فسبك وتويتر في أوقات مختلفة.
- المعلقات سبع لا عشر بالإجماع، غير أنهم اختلفوا في اثنتين منها، وهما قصيدتا عنترة والحارث. وعدُّهما من السبع هو ما وجد ابن طيفور الرواة مجتمعين عليه. ونسبه النحاس إلى أكثر أهل اللغة. وهو ما أخذت به. ومن جعلها تسعًا أو عشرًا فإنما ذكر هاتين القصيدتين وألحق بهما المختلَف فيه، وهي قصائد النابغة والأعشى وعَبيد.
- خير ما اطّلعت عليه من شروح المعلقات شرحان:
الأول: شرح الأنباري. وهو شرح جليل القدر جزل الفوائد يناسب المتقدِّم. وأفضل طبعاته طبعة عبد السلام هارون.
الثاني: شرح الزوزني. وهو شرح سهل حسن جدًّا يناسب المبتدئ وغيره. وأفضل طبعاته الطبعة التي بتحقيق بلال الخليلي وأحمد عبد الحميد، فقد استولت هذه الطبعة على الأمد ونسخت الطبعات السابقة للكتاب بما بذله فيها المحققان من جهد مضاعَف وتقَصّ مبسوط.
أما شرح النحاس فليس فيه كثير فائدة. وأما شرح التبريزي فملفّق من شرحي الأنباري والنحاس. وأما شرح الفاكهي فلا قيمة له.
- روى الجمهور بيت امرئ القيس:
* ترائبها مصقولة كالسجنجلِ *
ورواه أبو عبيدة (بالسجنجل).
فمن رواه بالكاف قال: السجنجل: المرآة بالرومية. ومن رواه بالباء قال: السجنجل هو الزعفران.
ورواية الجمهور هي الأصحّ. ومن ما
 يُوهن رواية أبي عبيدة (ترائبها مصقولة بالسجنجل) أنا إذا جمعنا عامة مقالات المتقدمين في (السجنجل) وعرضناها على ما بيّنه المحدَثون في المعرَّب وجدنا أقرب أصل لها هو كلمةَ (sexsangulum) اللاتينية. ومعناها المسدَّس الزوايا. وهي صفة غالبة على المرايا في ذلك العصر. ولعلها كانت يوم إذ من الفضة المجلوَّة. فإذا صحّ هذا لم يكن معنى السجنجل الفضّة إلا أن تكون مرآةً.على أن المطليّ بالفضة لا يُعدّ مصقولًا في ما أعلم، وإنما الصقلُ جِلاء الحديد ونحوه ونفي الصدأ عنه حتى يعود أملس نقيًّا من الشوائب.
وأمر آخر، وهو أنه لو أراد هذا المعنى لقال: (كأن ترائبها مصقولة بالسجنجل) فأتى بما يدلّ على التشبيه.
هذا مع تفرّد أبي عبيدة بهذه الرواية من بين جميع الرّواة. وأكثر ما يتفرّد به من رواية الشعر ليس بمرضيّ كما ظهر لي ببعض التتبع.
والذي يظهر لي أن امرأ القيس أراد أن يقول: إن ترائبها مصقولة، أي هي ملساء نقيّة وضّاءة متلألئة، حتى كأنها سبيكة فضّةٍ من السبائك اللاتي تُستعمَل كالمرآة لشدّة صقلها وجودة جِلائها.
وهذا معنًى معروف في شعرهم كقول امرئ القيس نفسه:
كأن على لباتها جمر مصطلٍ ** أصاب غضًا جزلًا وكُفّ بأجذالِ
وكما قال ذو الرمة:
برّاقة الجيد، واللباتُ واضحة ** كـأنها ظبية أفضى بها لببُ
ويؤيده أيضًا تشبيه امرئ القيس عينَ فرسه بمرآة الصناع في قوله: (وعينٌ كمرآة الصناع...). ونظيره قول طرفة: (وعينان كالماويتين...) وقول ذي الرمة: (وخدّ كمرآة الغريبة أسجح).
وهذا يقوّي أن يكون أراد تشبيه الترائب في وضوحها ونقائها بالسجنجل الذي هو المرآة المصنوعة من الفضة.
بل إن من الشعراء من شبّه النحر بالفضة كقول بعضهم: (ونحرًا كفاثور اللجين...). ولم نرهم ذكروا أن الترائب أو الصدر أو النحر كالمصقول أو المطلي بالفضة.
- س: لماذا اخترتَ في معلقة طرفة رواية (ذلول بأجماع الرجال ملهد) على رواية (ذليل)؟
ج: (الذلول) ضد الصعب. وهو هنا أليق من (ذليل) لأنه أراد أن يذكر من أفعاله المشاهدة ما يقبّحه ويومئ إلى خلُقه فدلّ في عجز البيت على مهانته وسقوط قدره بأمرين أنه يدفع بالأكف وأنه سهل الانقياد كالبعير الذلول. ولو قال: (ذليل) لخرج من رونق الكناية إلى جفاف التصريح ولكان كالنقض لما اعتزمه منها ولذهبت المشاكلة بينه وبين التلهيد بالأكفّ لأن التلهيد صورة محسوسة يُكنى بها عن المهانة، والذي يلائمها وصفه بأنه ذلول لا ذليل لأن ذلك من ما يُشاهد ويُحسّ ويُكنى به عن المهانة أيضًا. والذليل هو المتصف بالذلّة التي هي بمعنى المهانة، فهو حقيقة لا كناية.
على أنه روي (ذليل)، رواه أبو عبيد والتوزي والطوسي وغيرهم.
- تبلغ عدّة أبيات معلقة عنترة في الرواية التي أوردتُّ 77 بيتًا. والذي اتفق عليه علماء البصريين والكوفيين منها 73 بيتًا أو أقلّ. 
وقد أوصلها صاحب (الجمهرة) الظَّنينُ إلى نحو 110. وأكثر هذه الأبيات المَزيدة غثّ مصنوع. ومنها البيتان الشهيران: 
ولقد ذكرتكِ والرماح نواهل ** مني وبِيض الهند تقطر من دمي
فوددت تقبيل السيوف لأنها ** لمعت كبارق ثغرك المتبسمِ
فهذان من الشعر المصنوع وليسا لعنترة. 
وقد حُمل على عنترة شعر كثير وضعه في ما يبدو مؤلف سيرته. ومنه قصيدة: (لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب). وتشبه أن تكون مصنوعة بعد القرن الثالث. 
- ينسب لزهير في معلقته أربعة أبيات ليست له، أما الأولان فقوله: (وكائن ترى من صامت..) وقوله: (لسان الفتى نصف..). وهما للأعور الشَّنّي أو غيره. 
وأما الثالث فقوله: (وإن سفاه الشيخ لا حلم بعده). وقد رواه البلاذري وغيره غير منسوب.
وأما الرابع فقوله: (سألنا فأعطيتم) ولم يروه العلماء له. 
وهذان الأخيران مرفوعا القافية والمعلقةُ مجرورة. والذي أدخلهما في المعلقة في ما أعلم هو القرشيّ صاحب "الجمهرة". 
- يروى لعَمر بن كلثوم في معلقته بيتان، وهما (صددت الكأس..) إلى قوله: (بصاحبك الذي لا تصبحينا). وهذا قول بعض البصريين كالخليل وسيبويه على شك، وأبي عبيدة والأصمعي. والراجح أنهما لعَمر بن عدي. وهو قول أيمة الكوفيين كحماد الراوية والمفضل الضبي وابن الكلبي ومن البصريين مؤرج. ولم يثبتهما ابن كيسان ولا الأنباري في معلقته. 
ويروى في هذه القصيدة أيضًا:
فإن نَغلبْ فغلّابون قدمًا ** وإن نغلَب فغير مغلّبينا
والصحيح أنه لفروة بن مُسيك المرادي. 
أما هذه الأبيات (لنا الدنيا وما أمسى عليها...) و(ملأنا البر حتى ضاق عنا...) و(إذا بلغ الفطامَ لنا رضيع...) فرواهن بعض متأخري الرواة. والأشبه أن تكون موضوعة.

* استفتاءات:
نُشرت في آسك في أوقات مختلفة.
- س: لماذا اخترتَ حذف الياء من (خليلِ) في قول زهير:
تبصّر خليلِ هل ترى من ظعائنٍ * ؟
ج: اخترت حذف الياء والاجتزاءَ عنها بالكسرة لأن هذه أفصح اللغات وأجود الروايتين. وكان الأصمعي يرويها هكذا وينكر رواية إثبات الياء. وحكاها أبو عبيدة أيضًا.
ولا ينكسر الوزن بهذه الرواية، بل يقع في التفعيلة الثانية زحاف القبض. وهو جائز.
- س: رأيتك ضبطتَّ بيت لبيد بن ربيعة (حتّى إذا سخنت وخفّ عظامُها) بكسر خاء (سخِنت) مع أنّ ثعلبًا نصّ في (الفصيح) على أن الفتح أفصح، فما وجه ذلك؟
ج: ضبطتها بالكسر لأنّه لغة قبيلة الشاعر، فقد حكى ابن الأعرابي (ت231هـ) كما نقل عنه ابن سيدةَ [كذا بالتاء] (ت458هـ) في (المحكم، سخن) أن الكسر لغة بني عامر. وحكى كراع النمل (ت310هـ) في (المجرّد، سخ) أنه لغة هوازن. ولبيدٌ من عامر بن صعصعة من هوازن.
وأنا أرى أنّ الشّعر ينبغي أن يُضبط بما هو أقرب إلى لغة الشاعر لا بما هو أفصحُ. وقد جهدت جهدي في المعلّقات على أن أتقلّد هذا الرأي وأُمضيَه ما وسعني ذلك. وهو أحد المعايير التي اتكأت عليها في الترجيح والضبط. وأمثلتُه فيها كثيرةٌ، منها بيت عنترة (وكأنما التفتت بجيد جِداية)، فقد ضبطت جيم (جِداية) بالكسر مع أنها مضبوطة في جميع ما وقفت عليه من الكتب بالفتح، وذلك أنّ الكسر لغة قيس، حكى ذلك أبو مسحل (ت نحو 228هـ) في (نوادره 1/ 252) عن شيخِه الكسائي (ت189هـ)، وأنشدَ بيت عنترة هذا، وعنترةُ قيسيّ كما هو معلومٌ، فهذه لغتُه أو أجدرُ أن تكون لغته.
- س: ضبطتَ (وقد تَّربع) و(لقد شَّربت) في معلقة عنترة بالإدغام، فما وجه ذلك؟
ج: الإدغام في مثل هذا هو مذهب عامة العرب والقُرّاء، قال أبو عمْر بن العلاء: (الإدغام كلام العرب الذي يجري على ألسنتها ولا يحسنون غيره)، وقال ابن مجاهد في إدغام الدال في التاء خاصة: (وأما ما لا يجوز إظهاره فقوله: ((قد تَّبيّن)) ((ولقد تَّركنا))... وما أشبه ذلك مدغم كله لا يجوز إلا ذلك... وهذا من ما أخبرتك أن إظهاره خروج من كلام العرب، وهو رديء جدًّا لقرب الدال من التاء وأنهما بمنزلة واحدة فثقُل الإظهار) [السبعة ص115].
وقد قُرئ قوله تعالى: ((قد شَّغفها حبًّا)) بالإدغام، وهي قراءة أبي عَمر وحمزة والكسائي وغيرهم.
- س: هل الإدغام في نحو (سحًّا وَّتسكابًا) واجب أم يجوز تركه؟
ج: إدغام النون الساكنة والتنوين في حروف (يرمُلون) واجب في القرآن وغيره من نثر أو شعر، قال ابن الحاجب في "الشافية": (والنون الساكنة تُدغم وجوبًا في حروف يرمُلون). ومثلَ ذلك قال ابن عصفور في "الممتع" وغيرُهما.

هناك 8 تعليقات:

  1. بيض الله وجهك اخي منصور

    ردحذف
  2. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  3. السلام عليكم يا دكتور
    جزاك الله خير على ما تبذله للعربية ولطلابها من جهد
    لدي سؤال ولم اجد مكان له الا هنا في المدونة وذلك لشخ طرق التواصل غير العلنية معكم ,
    السؤال هو هناك بيت لعنترة يقول فيه
    حلت بارض الزائرين فاصبحت *** عسرا علي طلابك ابنة مخرم
    وهناك رواية اخرى
    شطت مزار العاشقين فاصبحت *** عسرا علي طلابها انتة مخرم

    والاشتباه والتشويش عندي في طلابك و طلابها وارى ان طلابها اصح لانه قال فاصبحت يخاطب عنها فكيف يخاطبها مباشرة بقوله طلابك , ومن هذا ارى ان طلابها اصح وهذا من طريق تلمس وتحسس ذوقي بحت ولا ادعي معرفة ولا علم في الروايات صحيحها او ساقطها , ارجوا منكم الافادة وتزويدنا بقناة نستطيع من خلالها مراسلتكم بشكل غير عام والاستفادة من علمكم في هذا المجال وشكرا.

    ردحذف
  4. بارك الله في جهودك ونفع بك أستاذنا

    ردحذف
  5. عمل جميل جدا استفدنا منه ولله الحمد، جزاك الله خيرا أستاذ فيصل.

    ردحذف
  6. بارك الله في جهودكم

    ردحذف
  7. جزاكم الله خيرا سيدي ما أعظمَ هذه الهديةَ

    ردحذف
  8. جزاكم الله خيرا يا أستاذ فيصل على أسعافنا بهذه النسخة ونحن في انتظار النسخة الأخرى، وكذلك نرجو منكم ضبط ما تيسر من عيون الشعر

    ردحذف