الأحد، 29 يناير 2017

أصول بعض الألفاظ والأساليب والمعاني العامية والعصرية

نُشر مفرقًا في تويتر وفسبك في أوقات مختلفة.

- إذا شئت أن تعرف أيّ اللهجات المعاصرة أقرب إلى الفصحى فلتنظرْ أيُّها أحفظ لأصوات حروفها من التغيير، فاللهجة التي لم تفقد غير صوتين أفصح من لهجة فقدت خمسة أصوات، وهكذا. وذلك أن الأصوات من آخر ما يناله التطور من اللغة، فلا يعثَى فيها التحريف حتى يكون قد أثخن في ألفاظها وأساليبها.
- أسلوب (فعله هو الآخر) أقدم ذكر له في «ألف ليلة وليلة»، واستعمله الجبرتي (ت1822م)، غير أنه ذُكر أنه كان كثير المطالعة له [أفادنيه الترجمان أحمد الغامدي]. ومن طريق المصريين دخل إلى الفصحى المعاصرة. وانتقده الهلالي في «تقويم اللسانين» وحمله على التأثر بالعامية. وأجازه مجمع القاهرة.
- أنشد ابن جني أبياتًا
 لم أجدها عند غيره اجتمع فيها مع إبدال الألف ياءًا إبدال تاء التأنيث ياءًا مرتين، منها:

*بالمشرفيات وطعن بالقنَيْ*
*وحبذا قدورك المنصّبيْ*
أي المنصّبة. وقد نسب النحاة النوع الأول إلى طيئ، ولم يعرفوا الثاني. ولعله لغة طيئ أيضًا إذ هو مستعمل في لسان بعضهم اليوم.
- هذا نصّ نفيس نادر لقطرب (ت بعد ٢١٠هـ) في نسبة لغة حذف ياء المتكلم بعد نون الوقاية إلى من يتكلم بها من العرب، قال [بتصرف]: (وبعض طيئ يقول: ضربَنِ زيد. فيقف بغير ياء ويصلها بحذفها أيضًا ويدع النون ساكنة مثل قوله: (فيقول ربي أكرمن). وقد حكاها يونس لنا عن أعرب الناس من بني سليم).
- تسمية العامّة النارَ بـ(الضوّ) فصيحة، منها قول الحماسيّ:
وإني لأدعو الضيف بالضوء بعد ما ** كسا الأرضَ نضاحُ الجليد وجامدُه
أراد بالضوء النارَ، من باب إطلاق العام على الخاصّ. ويجوز قياسًا تخفيف همزتها بالحذف والنقل (ضَوٌ)، وبالإبدال والإدغام (ضَوّ) كما تقول العامة.
- أسلوب (على ضوء) كقولك: (امشِ على ضوء هذه الإرشادات) أسلوب فصيح قديم، منه قول الحطيئة:
نمشي على ضوء أحساب أضأنَ لنا ** كما أضاءت نجوم الليل للساري
- استعمال (بعُنفٍ) في نحو قولك: (ضربته بعُنف) ليس استعمالًا معاصرًا، بل هو قديم، منه قول بشار بن برد:
نفِستهم عليّ أمُّ المنايا ** (فأنامتهمُ بعُنفٍ) فناموا
- قول بعض العامة: (مرحبًا ألف) معروف في قديم الدهر، منه قول وضاح اليمن (ت٩٠هج):
طرق الخيال، فمرحبًا ألْفا ** بالشاغفات قلوبنا شغْفا
وقول الآخر:
طرق الخيال، فمرحبًا ** ألْفًا برؤية زينبا
- قول الناس: (لكلّ بارز أعداءٌ) في معنى قول الشاعر القديم:
عادَوا مروءتنا، فضُلِّلَ سعيُهم ** ولكلّ بيت مروءة أعداءُ
- قول العامة: (طرّار ويتشرّط) يقاربه مثَلٌ عباسيّ قديم ورد استعماله في "الأغاني" وغيره، وهو قولهم: (طُفيليّ ويقترح).
- قول العامة: (هذا كلام ما ينقال) صحيح مسموع. وهو مطاوع (قلته).
- قول العامة: (الحمدِ لله) بكسر الدال واللام صحيح فصيح. وهي قراءة الحسن البصري وغيره، وذلك أنه لما كثر استعمال هاتين الكلمتين مقترنتين عُدّتا كالكلمة الواحدة فاستثُقل فيها توالي الضمة والكسرة اللتين هما أثقل الحركات فأتبعوا الأول الثاني.
- قول الشاعر العامّي:
يا ليتنا من حجّنا سالمينا ** كان الذنوب اللي علينا خفيفات
قد سبقه إليه الأحوص في قوله:
تعرّضُ سلماك لما حَرمتَ، ضلّ ضلالكَ من محرِمِ
تريد به البرّ، يا ليته ** كفافًا من البرّ والمأثمِونظيره قول الآخر:
وخرجتُ أبغي الأجر محتسبًا ** فرجعت موفورًا من الوزرِ 
- س: تقول العامة: (ونعم بالله)، فهل زيادة الباء هنا صحيحة؟
ج: نعم، صحيحة. وقد حكى ذلك الفراء عن العرب.
- قول العامة: (ريِّس) بمعنى (رئيس) فصيح. ومنه قول الكُميت:
* تُهدَى الرعية ما استقام الريِّسُ *
- قول العامة: (خنقته العَبرة) فصيح مليح، منه قول أبي الشيص الخزاعي (ت١٩٦):
وقد خنَقتها عَبرة، فدموعها ** على خدّها بِيض وفي نحرها صُفرُ
- تشبيه المحبوب بالملح مضافًا إلى جنسه أو نحوِه قديم، قال العوام بن عقبة بن كعب بن زهير:
وإن تك سوداء العشيةَ فارقت ** فقد مات ملح الغانيات ونورها
- قول العامة (أظنّي) بحذف إحدى النونات الثلاث فصيح، قال تأبط شرًّا:
أظُنّي ميّتًا كمدًا ولما * أطالع طلعةً أهل الكرابِ
ووقع في كلام لأبي الغمر.
- قول المضيف للضيف: (البيت بيتك) معروف قديمًا، منه قول عروة بن الورد: 
فراشي فراش الضيف، والبيت بيته ** ولم يُلهني عنه غزال مقنّعُ
- في أصل (سَمْ) ثلاثة أقوال:
الأول: أنه (سمعًا وطاعة). 
الثاني: أنه (بسم الله).
الثالث: أنه (سمِّ). وهو فعل الأمر من (سمَّى يُسمّي). وهو الصحيح. والمراد (سمِّ ما تريد)، أي اذكر لي اسم ما تريد أفعلْه. ولذلك تدخل عليها ياء المخاطبة فيقال: (سمّي). وهي عربية فصيحة.
- قال المرزوقي في بعض كلامه: (هذا تطنُّزٌ من القول). وهو من لغة العامة. والمعروف في المعاجم (الطَّنز). وبمثل هذا علق المحقق عبد السلام هارون. 
- كان العامّة قديمًا يسمون (الكُرَة) (الأُكرة)، ذكر هذا ابن درستويه (ت٣٤٧) ثم صاروا يقولون: (الكُورة) كما نقول اليوم، ذكر هذا ابن مكيّ (ت٥٠١). 
- (السواليف) و(الهواجيس) في كلام العامة صحيحتان على مذهب الكوفيين الذين يجيزون الإشباع في نحو هذا. والأصل (سوالف) و(هواجس). 
- (الجُغْمة) في كلام العامة بمعنى الجُرعة من الشراب مقلوبةٌ من (الغُمْجة) في كلام العرب بالمعنى نفسِه. وقد فات العبوديَّ أن يذكرها في معجمه. 
- قال الأصمعي: (يقال إذا أصبح الرجلُ كسلانَ: أصبح فلانٌ خاثرَ النفس). وهو من العامي الفصيح. 
- قول العامة: (ريِّض) أصله في ما أظنّ من قول العرب: (ريِّث) بمعنى (بطيء). 
- تقول العامة: (مزرَ شعره)، إذا جذبه وشدّه حتى كاد ينقطع في يده. وأصله من قول العرب: (مزرَه) إذا قرصه بأطراف أصابعه. ذكره الصغاني في (تكملته). 
- (السَّعابيل) في كلام العامة أصلها عند العرب (السَّعابيب). 
- قال المفضَّل بن سلمة (ت٢٩٠): ([وتقول:] فقأتُ عينه. والعامّة تقول: فقعت). وهذا نصّ نادر.
- قول الرجل لخصمه تحدّيًا: (إن كنتَ رجلًا فافعل كذا) استعمال قديم ورد في قول رجل لعاصم بن عمر بن الخطاب في أرض كانا يتنازعانها. 
- قول الناس: (فلان خوش رجل) منقول من الفارسية. و(خوش) عندهم بمعنى (حسَن). وقد ورد في شعر للأعشى. كما أنهم قدموا الصفة على الموصوف. وهذا نادر. 
- قول بعض العامّة: (ما كاري) بمعنى (هذا أمر لا دخل لي فيه وليس هو من صنعتي ولا عملي) مأخوذ عن الفارسية لأن (الكار) فيها هو المهنة والصنعة. 
- كسر لام الجرّ مع الضمير في كلام العامّة نحو (لِنا) و(لِكم) موافقٌ للغة خُزاعة. 
- (الوزّة) في كلام العامّة موافقة للغة تميم. وجمعها (وَزّ). و(الإوزّة) لغة أهل الحجاز. وجمعها (إوَزّ). وقد نسبَهما هذه النسبةَ يونسُ بن حبيب في "نوادره"، نقل ذلك عنه البطليوسي. ولم ينسبهما صاحب "اللسان" ولا صاحب "التاج".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق