الأربعاء، 29 يوليو 2020

قلة الاستفادة من القرآن في اختيار الألفاظ والأساليب الفصيحة

في قضية التصحيح اللغوي
نُشر مفرَّقًا في تويتر وفسبك في أوقات مختلفة. وبعضه لم يُنشر من قبل.
كثيرٌ من مّن يحفظ القرآن ويقرؤه بكرة وعشيًّا لا ينتفع به في اختيار اللفظ الجيّد والأسلوب العالي.
فمن ذلك أنهم يقولون: (لا يخفى عنك). وفي القرآن ((إن الله لا يخفى عليه شيء)).
ويقولون: (يعثو فيه فسادًا). وفي القرآن ((ولا تعثوا في الأرض مفسدين)). وهي من (عثِي يعثَى).

ويقولون: (أُسقِط في يده). وفي القرآن ((ولما سُقِط في أيديهم)).
ويقولون: (ظِفْر). وقرأ أكثر القراء ((حرّمنا كلّ ذي ظُفُر)).
ويقولون: (وصلك). وفي القرآن ((لن يصلوا إليك)).
ويقولون: (رياء) بالياء. وقرأ أكثر القراء ((رئاء الناس)) بالهمز.
ويقولون: (مفاتيح). وفي القرآن ((ما إن مفاتحه)).
ويقولون: (أحفاد). وفي القرآن ((بنين وحفَدة)).
ويقولون: (استغاث به). وفي القرآن ((فاستغاثه)).
ويقولون: (يعُضّ) بضم العين. وفي القرآن ((ويوم يعَضّ)) بفتحها. 
ويقولون: (كسِب) بكسر السين. وفي القرآن ((لها ما كسَبت)) بفتحها.
ويقولون: (يكسَب) بفتح السين. وفي القرآن ((ومن يكسِب خطيئة)) بكسرها.
ويقولون: (حرِصت) بكسر الراء. وفي القرآن ((ولو حرَصتم)) بفتحها.
ويقولون: (تحرَص) بفتح الراء. وقرأ أكثر القراء ((إن تحرِص على هداهم)) بكسرها.
ويقولون: (خطَف) بفتح الطاء. وقرأ أكثر القراء ((إلا من خطِف الخطفة)) بكسرها.
ويقولون: (يخطُِف). وقرأ أكثر القراء ((فتخطَفه الطير)).
ويقولون: (صلُح). وقرأ عامة القراء ((ومن صلَح من آبائهم)).
ويقولون: (ينزَع ثيابه). وفي القرآن ((ينزِع عنهما لباسهما)).
ويقولون: (يغفَل). وفي القرآن ((ودّ الذين كفروا لو تغفُلون عن أسلحتكم)).
ويقولون: (عجِزت) بكسر الجيم. وقرأ جمهور القراء ((قال يا ويلتى أعجَزت أن أكون مثل هذا الغراب)) بفتحها.
ويقولون: (أشغلني). وفي القرآن ((شغلتنا أموالنا)).
ويقولون: (أرجعه). وفي القرآن ((فإن رجعك الله)) و(ثم ارجِع البصر)).
ويقولون: (أوقفَه). والأفصح (وقفَه يقِفُه). وفي القرآن ((وقِفوهم)).
ويقولون: (خاف منه). والأفصح (خافه). وفي القرآن ((يخافون ربّهم)).
ويقولون: (حذّرته منه). والأفصح (حذّرته إياه). وفي القرآن ((ويحذّركم الله نفسَه)).
ويقولون: (شكرته). وفي القرآن ((واشكروا لله)).
ويقولون: (نصحته). وفي القرآن ((وأنصح لكم)).
ويقولون: (أغاظه يُغيظه). وفي القرآن ((ليَغيظ بهم الكفّار)).
ويقولون: (أنقصه يُنقصه). والأفصح (نَقصه يَنقصه). وفي القرآن ((ثم لم يَنقصوكم شيئًا)) و((أو انقُصْ منه قليلًا)) و((وإنا لموفوهم نصيبَهم غير منقوص)).
ويقولون: (سخر به). وفي القرآن ((إن تسخروا منا)).
ويقولون: (أنفَخ). وفي القرآن ((فأنفُخ)).
ويقولون: (يعبّر الرؤيا) بالتشديد. وفي القرآن ((إن كنتم للرؤيا تَعبُرون)) بالتخفيف. واسم الفاعل منه (عابر). وكأن العامة عدلوا عن ذلك إلى لفظ (معبِّر) حملًا على (مفسِّر) لأنه بمعناه، أو أرادوا الفرق بينه وبين نحو قولهم: (عابر سبيل).
ويقولون: (يستحِي). وقرأ عامّة القراء ((لا يستحْيِي أن يضرِب مثَلًا مّا)).
ويقولون: (أشكي). وفي القرآن ((إنّما أشكو)).
ويقولون: (نَهْر). وقرأ عامّة القرّاء ((مُبتليكم بنَهَر)) و((في جنّاتٍ ونَهَر)).
ويقولون: (هذه البيت). وفي القرآن ((فليَعبدوا ربّ هذا البيت)).
ويقولون: (هذه البَلَد). وفي القرآن ((لا أُقسِم بهذا البَلد)) و((وهذا البَلَد الأمين)).
ويقولون: (بئر عميق) فيذكرونها. وفي القرآن ((وبئر معطّلة))، فأنثها.
ويقولون: (رأسه كبيرة) فيؤنثونه. وفي القرآن ((وأخذ برأس أخيه يجرّه إليه))، فذكّره.
ويقولون: (سأمرّك). وفي القرآن ((لتمرّون عليهم)) و((مرّوا بهم)).
ويقولون: (صديق سُوء) فيضمّون السين مع الإضافة. وفي القرآن تُفتَح كلمة (سوء) إذا أُضِيفت في قراءة أكثر القراء، نحو: ((عليهم دائرة السَّوء)) و((مثَل السَّوء)) و((مطَر السَّوء)).
ويقولون: (سأفرَغ لذلك). وقرأ عامّة القرّاء ((سنفرُغ لكم)) بضم الراء.
ويقولون: (لعلّي أن أفعل) أو (لعلّني). وفي القرآن ((لعلّي أبلُغ الأسباب)) و((لعلّي أطّلع)).
ويقولون: (هؤلاء بنينٌ). وفي القرآن ((وخرَقوا له بنينَ)) و((المالُ والبَنونَ)).
ويقولون: (هذه سنينٌ). وفي القرآن ((أخذْنا آل فرعونَ بالسنينَ)) و((تزرعون سبع سنينَ)).
ويقولون: (يا قومي) و(يا ربّي) ونحوهما بإثبات ياء المتكّلم بعد النداء. وفي القرآن ((قال ربِّ السجن)) و((ويا قومِ ما لي)).
ويقولون: (أحسّ بذلك). وفي القرآن ((فلمّا أحَسّ عيسى منهم الكفرَ)).
ويقولون: (يأسُره). وقرأ عامة القراء ((وتأسِرون فريقًا)).
ويقولون: (استبدلت الثوب القديم بالجديد) فيدخلون الباء على المأخوذ. وفي القرآن ((أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير)، فأدخلها على المتروك.
ويقولون: (لا مرية فيه). وفي القرآن ((فلا تك في مرية منه)) و((ألا إنهم في مرية من لقاء ربهم)).
ويقولون: (يختفي منه). وفي القرآن ((يستخفون من الناس)).
ويقولون: (عيوني) يعنون جمع (عين) لآلة الإبصار. وهو صحيح، ولكن لم يستعمَل في القرآن في أكثر من 20 موضعًا إلا (أعيُن) نحو ((تجري بأعيننا)) و((سحروا أعين الناس)).
ويقولون: (أنا أكفَله) بفتح الفاء. وهي لغة. وفي القرآن ((أيهم يكفُل مريم)) بالضم.
ويقولون: (القُبول) بضم القاف. وفي القرآن ((فتقبّلها ربها بقَبول حسن)) بالفتح.

وزادني أخي النجيب عبد الحميد هوساوي:
ويقولون: (فيه سِعَة). وفي القرآن ((ليُنفِق ذو سَعَة)).
ويقولون: (يكاد أن يفعل). وفي القرآن ((يكادُون يَسطُون)) من غير (أن).
ويقولون: (أضَلّ الطريق). وفي القرآن ((ضَلُّوا السّبيل)).
ويقولون: (يستأذن منه). وفي القرآن ((حتى يستأذنوه)).
ويقولون: (آسفُ له). وفي القرآن ((يا أسفَى على يوسف)).
ويقولون: (نعتبرهم من الأصدقاء). وفي القرآن ((نعُدّهم من الأشرار)).
ويقولون: (نتفرّغ). وفي القرآن ((سنَفرُغ لكم)) و((فإذا فرَغتَ فانصَب)).
ويقولون: (نقِمَ الرجل على فلان) فيكسرون قاف (نقِم) ويعدونه بـ(على). وفي القرآن ((وما نقَموا منهم)). وفتحُ القاف هو قراءة عامة القراء.
ويقولون: (يعتذر منك). وفي القرآن ((يعتذرون إليكم)).
ويقولون: (بعيد عنك). وفي القرآن ((وما هي من الظالِمين ببعيد)).
ويقولون: (يخشون منه). وفي القرآن ((ويخشون ربَّهم)).
ويقولون: (لا عِوَجَ فيه). وفي القرآن ((لا عِوَجَ له)).
ويقولون: (قَسّمَ يُقِسّم) بالتشديد. وفي القرآن ((أهم يَقسِمون رحمة ربّك)) بالتخفيف.
ويقولون: (ضحِكَ عليه) فيُعدّونه بـ(على). وفي القرآن ((من الكفّار يضحكون)) بتعديته بـ(من).
ويقولون: (انتصروا عليهم) فيُعدّون بـ(على). وفي القرآن ((انتصر منهم)) بتعديته بـ(من).
ويقولون: (تأكيد الأمر) بالهمز. وفي القرآن ((بعد تَوكيدِها)) بالواو.
ويقولون: (فلان لوَحدِه) فيُقحِمون اللام. وفي القرآن: ((في القرآنِ وَحدَه)) بلا لام.
ويقولون: (ينحَت من الصخر) بفتح الحاء. وقرأ عامّة القرّاء ((قال أتعبُدون ما تَنحِتون)) بكسرها.
ويقولون: (نحن نتألّم) من الرّباعيّ. وفي القرآن ((إن تكونوا تألَمون)) من الثلاثيّ.
ويقولون: (يميّزه) بالتشديد. وقرأ أكثر القراء ((ليَميزَ الله)) بالتخفيف.
ويقولون: (مؤقّت). وفي القرآن ((كتابًا مَوقوتًا)).
ويقولون: (وعدته بالأمر). وفي القرآن ((وعَدَ الله المؤمنين والمؤمنات جنّات)).
ويقولون: (يحسِده). وقرأ عامة القراء ((أم يحسُدون الناس)).
ويقولون: (أمنيَة) و(أمانٍ) بالتخفيف. وقرأ جمهور القراء ((لا يعلمون الكتاب إلا أمانيَّ)) و((ألقى الشيطان في أمنيّته)) بالتشديد.

هناك 5 تعليقات:

  1. ما شاء الله. بارك الله فيكم، ونفع بكم.
    وقال د. محمود الطناحي: (وإذا كان القرآن كتاب هداية وإرشاد فإنَّه أيضًا كتاب عربية وبيان، ويجب أشدَّ الوجوب أن نشدَّ أبناءنا إليه في كل مراحل تعليم العربية، وأن يكون اختيارنا لآياته في مقرر (القراءة والنصوص) قائمًا على تلك الآيات التي تنمِّي الحسَّ اللُّغوي والنَّحوي عند التَّلاميذ، ولا سيما تلك الآيات الَّتي تأتي فيها الأفعال مضبوطةً على وجهها الصَّحيح. وقد لاحظتُ أن كثيرًا من أبنية الأفعال الَّتي نُخطئ نحن الكبار أيضًا في ضبطها، أو ننطقها على وجه من الوجوه الضعيفة غير الفصيحة جاءت على وجهها الصحيح في الكتاب العزيز، وأكتفي هنا ببعض الأمثلة:
    يقول الناس في كلامهم: «كبُر الولدُ يكبُر»، فيضمُّون الباء في الماضي والمستقبل، والصواب بالكسر في الماضي، وبالفتح في المستقبل: «كبِر يكبَر»، وهذا يكون في السنِّ والعمر، يقال: كبِر الرَّجلُ يكبَر كِبَرًا فهو كبير، أي: طعن في السِّنِّ، ومنه قوله تعالى عن أموال اليتامى والنهي عن أكلها: ((ولا تأكلوها إسرافًا وبدارًا أن يكبَروا)) [النساء: 6]. أمَّا «كبُر يكبُر» بالضم في الحالتين فليس من السِّنِّ، وإنَّما هو بمعنى عظُم، ضد صغُر، وشواهده في الكتاب العزيز كثيرة، منها قوله تعالى: ((كبُر مقتًا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون)) [الصف: 3]، وقوله -عز وجل-: ((قل كونوا حجارةً أو حديدًا * أو خلقًا ممَّا يكبُر في صدوركم)) [الإسراء: 50، 51]) انتهى من «مقالاته» (1/ 155). ثم ذكَر أمثلةً أخرى مضى التَّنبيه عليها في هذا الحديث.
    وهل من توضيحٍ -إذا أذنتُم- للفرق بين (قرأ جمهور القراء) و(قرأ أكثر القراء) و(قرأ عامة القراء)؟
    وجزاكم الله خيرًا.

    ردحذف
    الردود
    1. حياكم الله، وشكرًا على هذه الإفادة.
      (عامة القراء) كلهم إلا قليلًا. و(جمهورهم) دون ذلك. و(أكثرهم) دون الجمهور. هذا في الغالب. وقد لا ألتزمه إذ المراد التقريب.

      حذف
  2. جزاك الله خيرًا، ونفع بك.

    ردحذف