الجمعة، 2 يونيو 2017

مسائل في رواية الشعر والأدب

نُشرت في تويتر وملتقى أهل اللغة في أوقات مختلفة.
- نسبة الشعر إلى غير قائله، وتداخل أبيات الشعراء، واضطراب ترتيب أبيات القصيدة من معضلات الشعر القديم. ولا بد من النظر فيها وإصلاحها ما أمكن.
- في
 كثير من قصائد القدماء اضطراب مُبين في ترتيب الأبيات يجذّ حبلَ تسلسلها ويُخلّ بمعانيها ويُلوي بحُسنها.
- صعوبة حفظ أبيات القصيدة متسلسلةً والربطِ بين آخر البيت والذي يليه قد يدلّ على وقوع الاضطراب في ترتيبها من قِبَل الرواة. وما أكثر هذا!
- لعلّ من أقدم من وصلت إلينا روايته لخبر داحس والغبراء المفضّل الضبيّ (ت١٧٨) في كتابه "أمثال العرب".
- من تحلّى بغير ما هو فيه ** فضحتْه شواهد الإمتحانِ
أقدم من وجدته ذكر هذا البيت في كتاب هو المفضل بن سلمة (ت٢٩٠) في "الملاهي". ولم ينسبه.
- شعر الحطيئة آية في إحكام النظم وقلة الحشو، قال عنه أبو عبيدة: (ما تشاء أن تطعُن في شعر شاعر إلا وجدت فيه مطعنًا. وما أقل ما تجد ذلك في شعره)! وديوانه جدير أن يُحفظ كلُّه لتناهيه في الصحة والجودة وتمام التنقيح والصناعة. وعِدّة أبياته في ما ذكر محققه 833 بيتٍ.
- كثير من الاختلاف في رواية الشعر تصحيف لا سماع. ولعل منه مثلًا:
قوم إذا لبسو الحديـ ** ـد تنمروا حَلَقًا وقِدّا
إذ يُروى (خُلُقًا وقَدّا).
وفي هذه القصيدة رُوي (يفحصن بالمعزاء) و(يمحصن بالمعزاء)، و(ولا يردّ بكاي زندا) و(ولا يردّ بكاي زيدا). وظاهر أن إحداهما تصحيف. وأمثال هذا كثير جدًّا، ولكنّ الحكم في ذلك يحتاج إلى قدر وافر من التثبّت والحذر.
- كثرة الاختلاف في روايات ألفاظ القصائد القديمة قرينة على صحة القصيدة وبراءتها من الوضع والنّحْل.
- يقرأ كثير من طلبة العلم البيتَ المنسوبَ خطَئًا إلى الزمخشريّ:
وصرير أقلامي على أوراقها ** أحلى من الدَّوكاء والعُشّاق
هكذا، ويفسّرون (الدَّوكاء) بالجماع. وهذا خطأ، فإن هذا اللفظ لا يُعرف في العربية. ثم ما العلاقة بين صرير الأقلام والجماع؟ وكيف يكون صرير الأقلام أحلى من (العُشّاق)؟
وصواب الكلمة (الدُّوكاه). و(الدُّوكاه) و(العُشّاق) نوعان من المقامات الصوتية، يريد الشاعرُ أن صوت صرير الأقلام أحلى في أذنه من نغمة هذين المقامين الجميلين.
- إن الكلام لفي الفؤاد، وإنما ** جُعِل اللسان على الفؤاد دليلا
هذا البيتُ رواه أبو عثمان الجاحظ في "البيان والتبيين 1/ 218"، ولكنّه لم ينسُبه. وقد كنتُ أراه في كثيرٍ من كتبِ النحو وأرى اختلافَهم فيه وتنازعَهم في صحَّة الاحتجاجِ به على الكلام النفسي، فمنهم من يطعُن في روايته ويزعم أنها (إنّ البيان لفي الفؤادِ)، ومنهم من يقول: هو غير ثابت في ديوان الأخطل، فلا حجّة فيه. وأعجَبُ من هذا مَن يأبى الاحتجاج به لأن الأخطلَ نصرانيّ!
علَى أنّي وجدتّ أبا الطيّب الوشّاء (ت325) في كتابه "الموشّى 16" ينسُبه إلى الأخطل. ولعلّه من أقدَم من ذكرَ هذه النّسبة. وفيها مجالٌ للبحث.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق