الأربعاء، 31 مايو 2017

خواطر متفرقة

نُشرت في تويتر وفسبك في أوقات مختلفة.
- الكِبْر قبيح مذموم إلّا في مواطن، منها أن يتورّدك متورّد بسفهٍ فيَحملك الكِبر على ترك مجاوبته، كأنك تكره أن تجعله ندًّا لك.
- أحبّ الفتى يطرب للنادرة حين يسمعها ويُسرّ بها ويوفّيها حقّها من التعجّب، فأَنخله النصيحة من نفسي وأخلِصه بخالصة منّي. وتنقبض نفسي عن من يتلقَّى النادرة بالجفاء، فلا تَعرف بهجتَها في وجهه ولا تجد صداها في نفسه ولا تسمع شكرها على لسانه، فأطوي دونه رغائبي وأقطع عنه حبائل آمالي.
- إن لي وردًا دائمًا لا أنفكّ أراجع به ما بقي في ذاكرتي من لوازم كلامك وخواصّ هيئتك وإشاراتك مخافةَ أن يأتي عليها النسيانُ، إذ كانت هي الذخيرة الباقية لي منك، وهي الزاد الذي أتقوَّى به على نوائب الدهر ما امتدَّت بي الحياةُ.
- اصنع المعروف إلى الناس وإن لم يكافئوك يقيِّضِ الله تعالى لك من يكافئك وإن لم تصنع له معروفًا.
- يسعى الحاسد بكل سبيلٍ إلى أن يَكيد محسوده ويحطّ منه ويَشين ذكره، ويأبى الله إلا أن يجعل سعيه رفعة لمحسوده وتنبيهًا على فضائله ودلالة على إحسانه ليزيده بذلك غمًّا إلى غمّه وغيظًا فوق غيظه. ولولا خبث نية الحاسد في ما يفعله لكان مستوجبًا للشكر من محسوده.
- لا تكذّب صوت حدسك في اللقاء الأول، فما أكثر ما تعرّفك التجارب الكثيرة والتكشيف الطويل أنه كان صوابًا وأنه لم يكن من الخير لك تكذيبه.
- خير الأصوات ما لامس من صدرك أحاسيس غامضة لا تستطيع ملامستها، وخير الروائح ما سافر بك إلى دنيا غير دنياك، وخير المناظر ما أذكَرَك نعيم الجنة.- ما توجّع الكرام من شيء توجّعَهم من جحود المعروف ومن خذلان الصديق.
- الفراغ يجلبُ الفراغ. والعمل يأتي بالعمل.
- أكثرُ مصائب الإنسان راجعة إلى أمرين: قلّةِ التفكير، وقلّةِ الصبر. وتأمَّلْ تجد صدق ذلك.
- لا تمازحْ ما لم تكن قادرًا على احتمال المزاح.
- إذا اصطنعتَ إلى أحدٍ معروفًا فجازاك بالإساءة فأعرض عنه ولا تجازِه بمثلها لأن مجازاتك له بالإساءة تجعله بمَنجاة من عذاب الضمير ولو بعد حين.
- ما شيء من الدنيا ألذ عندي ولا أطيب من مجالسة رجلٍ نابه العقل رحيب الأفق سهل الخلق يذاكرني مسائل العربية وأذاكره ويباحثني في دقائقها وأباحثه.
- لا بدّ للفاضل أن يتخذ له بعضًا من الأعداء ليذيعوا فضائله وينبهوا الناس على إحسانه لأن الأصدقاء لا يستطيعون وحدَهم أن ينهضوا بهذا العمل الشاق.
- من حقك أن تبغض من شئت ولو لغير علة، ولكن ليس من حقك أن تعلّل بغضك له بالفرية عليه فتنسب إليه القبائح وتعرّيه من الفضائل وتردّ الحق إن جاء منه.
- إذا أحببت أحدًا فلا تكثر عتابه على قطيعته، فإنه إن كان يكِنّ لك الودّ فسيهديه الشوق إليك حتى وإن جفوتَه، وإن لّا فما أغناك عن ودّ يتكلفه لك!
- البصر بطبائع الناس وأخلاقهم ودوافعهم هو من العلم الذي ضَرّه أقربُ من نفعه.
- ينبغي للعاقل أن يحرص على تحصين نفسه من أن تغترّ بمدح المادح له أشدَّ من حرصه على تحصينها من أن تهن وتنكسر لقدح القادح.
- لا يستهين العاقل بزرع الأحقاد في صدور الرجال لأنه لا بد أن يجنيها شوكًا ولو بعد حين.
- لا يمنعنّك شغفُك بالكمال من إنجاز الأعمال.
- إن الكلمة لتقع إلى سمع الرجل مرارًا لا تحرّكه، فإذا حرّكته مرّة فكأنه لم يسمعها من قبل.
- الحاسد معجَب يكتم إعجابه.
- تكلّفَ جدًّا لتبدو صورته عفويّة جدًّا.
- لو أخذتَّ بجميع وصايا الأطباء لهلكتَ جوعًا أو لشغلتَ عامّة يومك بامتحان الأطعمة الصالحة والتفتيش عنها وشِراها، ولكن صدّقْ وكذّب، وخذْ ودَعْ.
- ما تكلّف امرؤ خلُقًا أشقَّ من الإنصاف.
- من سرّه المدح فلا بدّ أن يسوءه الذمّ. وعلى قدر الأول يكون الثاني.
- اتصال الخلطة يغطّي العيوب، ولكنه قد يغطّي المحاسن أيضًا.
- علّمتني الحياة أن الإنسان قد يستطيع أن ينال بالصّمت في أحايين كثيرة أضعافَ ما يمكن أن يناله بالكلام البليغ.
- ما من سفيهٍ يتعرَّض لك إلا لظنِّه أنك مِثلُه في السَّفَه، فلا تصدِّق ظنَّه فيك بمجاراته والردِّ عليه.
- ساعة تقضيها في الجلوس إلى من تحبّ تناقلُه فيها الحديثَ وتبثُّه وساوسَ صدرك وخطراتِ نفسك أرجو أن تكفّر هموم شهرين شهرٍ ماضٍ وشهرٍ آتٍ.
- يدعوك إلى الإبداع وهو خَليّ منه، ويحثّك على قبول الرأي الآخر وهو يحاربُه!
- لا تزال أشرف من شاتمك وأرفع قدرًا حتى تجيبه، فإذا أجبتَه فإمّا ساويتَه وإمّا كنت دونه.
- خيرُ الجلساء من تنسى حسابَ الزمن معه وتطّرح كُلفة التحفّظ منه ثم تفارقه حين تفارقه عن غير ملالٍ ولا ضجَرٍ.
- الأستاذ القليل العلم يضيق ذرعًا بالطالب الذكيّ لأنه لسوء ظنه بنفسه يظن أن الطالب قد عرف جهله فيحمل كل تصرف منه على أنه هزء به وتعريض بجهله!
- أخذتّ عهدًا على نفسي مذ زمن أن لا أجادل سفيهًا ولا أمازحه ولا أجلس في مجلس هو فيه إلا ما كان اضطرارًا أو نسيانًا فوجدت ثمرة ذلك ولذّته.
- يخرج الرأي من صعلوكٍ فيُطّرح ويُستسخف ولا يؤبه له، فإذا خرج الرأي نفسُه من ذي منصب وجاه احتفي به كل الاحتفاء وعُدّ إبداعًا وعبقريّة!
- أردتُّ أن أتخذه صديقًا فأقللتُ من مخالطته.
- أشقّ الأعمال وأنصبها أن تسومَ قلبك مودّة من يُبغض وبِغضة من يوَدّ! الحبّ والبغض لا يُفسّران ولا يُقسَران، فخلّ قلبك وسَربَه.
- من دلائل كرم الناقة اجتنابها للمزاحمة، ففي المعاجم: (الرَّقوب من الإبل التي لا تدنو إلى الحوض من الزحام. وذلك لكرمها)، فيا عجبَى لبعض الناس!
- لكل إنسان أسلوب في الكتابة لا يشبه غيره حتى إنك لتؤنس فيه حرارة أنفاسه وتسمع منه جرس صوته. ومتى كنتَ خبيرًا بالأساليب عرفته وإن أخفى اسمه.
- من أصدق الشِّعر وأحكمِه قولُ الشاعر - وربما ألفيتني أردِّدُه -:
يُقضَى على المرء في أيّام محنتِه ** حتى يرى حسنًا ما ليس بالحسنِ
- ستّة لا يحاوَرون: الجاهل، والأحمق، والمقلّد، والمتعصّب، والحاسد، والحاقد.
- لو كان الحَسُودُ رجلًا لقتلتُه.
- من الدليل على هوان العلم على طالب العلم أن لا يبالي أين باتت كتبه ولا في أي مكتبة وقعت ولا إلى أي يد خرجت. وبيوتهن خير لهن لو كانوا يعلمون! وكم من مستعير لكتاب لم يردّه. وربما ردّه بعد مِطال ولَيّان أو ردّه وقد مزّقه وكتب عليه واتخذه سفرة لطعامه وكرة بين أيدي صبيانه!
- ربما غبرتُ الليالي ذوات العدد خاليًا إلى نفسي لا أحادث فيها أحدًا قطّ فأجد عجبًا من صفاء النفس ويقظة العقل! فإذا عاودت الخلطةَ فسد كثير من ذلك!
- معاذ الله أن تمحو حبَّك يدُ الحدثان لأنه الحب الأول يوم أن لم يكن طمع ولا مصانعة! هو الحب الذي لا تفسير له إلا تآلف القلوب وتشاكل الأرواح!
- طول ممارسة عويص المسائل وغامضها واشتغال الفكر بها ربما عكّر المزاج وأورثَ الحدّة وسرعة الضجر. وقد سمعت رجلًا من أهل العلم من من طالت معاشرته للعلماء على اختلافهم يقول: خالطتُ نحو مئتين من أهل العلم (كلُّهم نفوسهم شينة) أي كلهم صعب الخلُق حادّ الطبع.
- ليكن تقديرك لنفسك مستمَدًّا من معرفتك بها لا من تقدير الناس لها لأنه متى كان كذلك لم يزل متذبذبًا مضطربًا وزائدًا ناقصًا.
- ألف ابن مالك لابنه الأسد الألفية وغيرها فلم ينبغ، وهجر ابنهَ البدر فكان هو الذي شرح ألفيته ولاميته وتسهيله! ((لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعًا)).
- وما أنا للشيءِ الذي ليس نافعي ** ويغضبَ منه صاحبي بقَئُولِ
هذا البيت أصلٌ عظيمٌ في حُسن مراعاةِ الصديق ومداراتِه.
- قال لي: (لحوم العلماء مسمومة) قلت: (وبعض أفكارهم أيضًا).
- من أكثر التلفُّت للخلف اصطدمَ بما أمامَه.
- من أكثر الأمثال التي انتفعت بها قولهم: (أن ترد الماء بماء أكيسُ). أي إذا وردت ماءًا فاحمل منه ولا تتكل على ماء آخر يصادفك لأنك قد لا تجده.
- من إهانة العلم والإزراء به أن تهدي الكتاب لمن لا ينتفع به ولا يعرف قدره!
- لا ينفكّ الإنسان من شيء يغُمُّه ويكدِّر عليه، فإن هو لم يجد ذلك افتعَلَه.
- من رحِم (الواسطات) تولد الحياة.
- لا أحبّ اللقاءَ لأني أكره الفراقَ.
- من أنبل حكم العامّة وأشرفها قولهم: (الحِقران يقطّع المِصران)، يريدون أن الإعراض عن السفيه وترك مجاوبته يجعل مُصرانه تتقطّع من الغيظ.
- يعجبني مثل بليغ من أمثال العامة، وذلك قولهم: (الملزَّق يطيح) أي أن ما يرام تثبيته بمجرّد الإلصاق لا يلبث أن يسقط. يضرب مثلًا للمودّة المصطنعة والإخاء المتكلَّف.
- مدحُ مَن لا يستحقّ ذمٌّ لمَن يستحقّ.
- الظَّرف قطعة من الذَّكاء. ولا تكاد تجد ذكيًّا إلا وفيه شعبةٌ من الظَّرف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق