الخميس، 9 فبراير 2017

لُمع متفرّقة في منهاج الطلب والنظر والإفادة

نُشرت مفرَّقة في تويتر وفسبك في أوقات مختلفة.
- لا يكون الرجل مبدعًا حتى يُقيم مُلاوةً من دهره يتأمّلُ في محاسن المبدعين وروائعهم ويتلمّس وجوه العجب منها ودقائق الفنّ فيها.
- لا قيمة للترجيح في المسائل الخلافية إلا إذا كان ذلك قائمًا على رؤية متلاحمة الفروع مترابطة الأجزاء، وعلى أصول محقَّقة مطّردة سليمة من التناقض والاضطراب.
- على من يتصدّى لنقض قضية ما والردّ عليها أن يعلم أنه إن لم يوفَّق إلى كشف زيفها فهو لا بدّ كاشفٌ زيفَ نفسه، لا ثالث لهما.
- من جرَّب أن يتّخذ لنفسه دفاتر يقيِّد فيها ما يعِنّ له في قراءته من نوادر المسائل فسيجد من اللذَّة في جمعها وتدوينها ولزِّ بعضها إلى بعضٍ أضعافَ ما يجده التاجر الشحيح من اللذَّة في جمع الدراهم وكنزها.
- إذا كررت قراءة كتابٍ ما بعد مدة من الزمان فوجدت فيه كثيرًا من الفوائد والنوادر التي لم تنتبه لها في القراءة الأولى، فليكن منك الفرحُ والسرور بذلك لا الحزنُ والجزع، لأنه إنما أعثرك عليها وعرّفك فضلَها تطورُ فهمك واتساع معرفتك وتكامل فطنتك ونموّ ملكاتك. وعلى قدر هذا يكون ذلك.
- لم أر مقوّيًا للحفظ كالإكثار من الحفظ. وإنما مثَلُه في ذلك كمثَل العضَلة، كلما أكثرتَ من تمرينها ازدادت قوةً وصلابةً، ومتى أهملتَها وهَنتْ وضعُفتْ.
- إذا شئتَ أن يُفتح لك في العلم والنظر والإبداع فابدأ من حيث بدأ الآخرون لا من حيث انتهوا، لأنه قد يكون ما انتهوا إليه خطئًا لا صوابًا.
- ما أجملَ أن تستفتح صباحَك بقراءة وُريقات من كتب بعض المتقدّمين ككتاب سيبويه أو كُتب الجاحظ لتشحذ ذهنك وتَزيد فهمك وتشرح صدرك وتعينك على الطلب.
- كيف تريد أن تكون عالمًا وأنت تلقي إلى العلم بفُتات وقتك وتضَنّ عليه بالحظّ الأجزل من ساعاتك وتزحَمه بكلّ تافهٍ من شغولك وأعمالك؟!
- العلم صاحبٌ لا يفارق ومنهاج حياة لا يتخلَّف. ومتى ظننت أن بوسعك أن تدرك العلم بأن تخلِّل به أيام لهوك فقد ظننت عجزًا ورُمت محالاً!
- ليس العالم هو الغزير الحفظ أو التصنيف، ولكن العالم هو الذي يعلم ما يخرج من رأسه، فيعرف دليله وعلّته ولوازمه والاعتراضات عليه والجواب عنها، قال سعدون: قلت للكسائي: (الفراء أعلم أم الأحمر؟) فقال: (الأحمر أكثر حفظًا، والفراء أحسن عقلًا وأنفذ فكرًا وأعلم بما يخرج من رأسه).
- تردادُ الحفظ خمسين مرّة في خمسة أوقات متباعدة أفضل من ترداده مئة مرة في مجلس واحد.
لا بدّ للعالِم أن يتحلّى بقدر كبير من الجرأة محفوفٍ بقدر كبير من الحذر.
- متى وُجد المعلّم الحاذق المُلهِم وُجد الطلاب الأذكياء.
- بعضُ العلوم يرجع سببُ صعوبتها إلى
أنها لا تحتاج إلى ذكاء، وإنما تحتاج إلى صبر طويل ودءوب مستمرّ.
- ينبغي للمفكّر وصاحب العلم أن يوازن بين الخلطة والعزلة، فإن أكثر الأفكار تنقدح في الخلطة وتختمر في العزلة.
- آفات القراءة خمس: ضعفُ التأمّل، وإغفالُ الحفظ للمهمّ، وتركُ التقييد للنّادر، وعدمُ المراجعة للمحفوظ والمقيَّد، وقلّةُ تَكرار الكتاب الجيّد.
- نحن إلى إقامة دورات في (كيفية القراءة البطيئة) أحوجُ منا إلى دورات في (كيفية القراءة السريعة).
- لن يبقى لك من قراءتك إلا ما كرّرته فحفظته أو كتبته فراجعته أو لخّصته فدرَسته أو درّسته.
- بعض الأفكار لا تنقاد إليك ولا تجود بمكنونها عليك إلا إذا صددتّ عنها وعاقبتَها بالهِجران أيامًا وربّما سنينَ.
- أفضلُ الطُّرُق لإتقان علمٍ ما أو مسألةٍ ما هي على الترتيب: التأليف فيه، وتدريسه، وتلخيصه.
- أن تكون مجتهدًا مخطئًا خيرٌ من أن تكون مقلِّدًا مصيبًا.
- طولُ الاشتغال بالمسائل الجزئية يُضعف استحضارَ المسائل الكلية.
- في ظني أنه لا يستطيع أحد أن يطلع على كل علم ويقرأ في كل فنّ إلا بقدر من الغباء يعينه على ذلك. ويحتاج أيضًا إلى قدر من الحمق ليفتي فيها كلها.
- لم تعمَل كلمةٌ في نفسي عملَها كقول إمامنا الخليل رحمه الله: (إني لأغلقُ عليّ بابي فما يجاوزه همّي)!
- لا يبني الناسُ غالبَ آرائِهم في عامّة القضايا على النظر المجرَّد المنصف إلى أدلتها، وإنما يبنونها على الحدس أو الإلْف أو الاستحسان، ثم يطوّعون الأدلة لذلك.
- الردّ على القول المؤيَّد بالحجج الظاهرة باعتراضات سخيفة لا يزيد على أن يقوّيه وعلى أن يدلّ على جهل الرادّ وعلى أن يحرمَه الانتفاع بصوابه.
- نظرتُ في الكتب التي لا يزال أثرها ممتدًّا في نفسي فإذا هي الكتب التي حفظتها أو كرّرتها أو لخّصتها. أما الكتب التي قرأتُها مرّة واحدةً فبلأيٍ ما أتبيّنُ أثرَها.
- إن استغلقت عليك اليوم مسألة فلا تيئس من معاودتها، فلعلها تُفتح لك غدًا، يقول ابن جني: (راجعت أبا علي نيفًا وعشرين سنة في مسألة حتى تبينت لي!).
- توليد المعاني الدقيقة وتشقيقها صعبٌ، ولكن أصعبَ منه الإبانةُ عنها وجودةُ إبرازها للمخاطب حتى يتصوّرها في نفسه ويعقلَها كتصوّر كاتبها لها وعقلِه إياها.
- لن تبلغ سماءَ الصواب إلا على رُكام الأخطاء. ولن تحسّ ببَرْد اليقين إلا إذا شواك لهيبُ الشَّكّ.
- لن تستطيع أن تشعب همّك على العلم وتوفّره على حسن النظر حتى تطويَه عن كثير من اللّغو وترغب به عن مّا يتهافت عليه غوغاء الناس وغثراؤهم.
- التأصيل الراسخ في العلم يسهّل عليك قراءة المطوّلات بعده ويُضاعف فهمك لها وبصرَك بانتزاع فوائدها والقدرة على ربطها بنظائرها وعدم نسيانها.
- لا بد لطالب العلم مهما بلغ فهمه وقوي عزمه من صاحب معين. وقد ذُكر أن سيبويه قال لصاحب له بعد موت الخليل: (تعال نتعاون على إحياء علم الخليل).
- أُولى خطوات طلب العلم أخذ الحظّ الكافي من النوم.
- قال عيسى بن عمر شيخ سيبويه: (ما زلت أكتب حتى انقطع سوائي) أي ظهري. وبمثلِ ذلك صاروا علماء!
- متى وجدتَّ أن نهمك في شِرَى الكتب أشدّ من نهمك في قراءتها والانتفاع بها فاعلم أنك قد بدأت تنحرف عن جادة العلم إلى هواية الجمع والمفاخرة!
- ليس يعيب الحقَّ ولا يصيِّره باطلًا استغلالُ بعض أصحاب المآرب له. ولو أن العلماء كلما عرفوا حقًّا تركوا قوله مخافةَ ذلك لضاع الحقّ وساد الباطلُ.
- يا طالبَ العلم، الحِفظ هو عِزّك وسُوددك، فخذ منه أو دَعْ، فكم من متظاهر بالعلم منتحلٍ رسمَه كشّفته المَحاضرُ وجلَت عنه المبادَهاتُ!
- ينبغي للمعلّم أن يُقبل على من يرى فيه مخايلَ الذكاء من طلابه وأن يقرّبه ويختصّه بضرب من المعاملةِ ليحبّب إليه العلم ويشجّعه على التحصيل. وفي كتب التراجم أن الخليل كان إذا رأى سيبويه رحّب به، وقال: (مرحبًا بزائر لا يُمَلّ). وكان أبو حيّان عظيم التقدير للطلبة الأذكياء، وكان يقبل عليهم وينوه بهم. ولذلك ظهر منهم المرادي وابن هشام وابن عقيل والسمين الحلبي.
- لا تَكثُر إصابة العالم حتى يجتمع له مع العلم مقدارٌ من الإحساس بالفنِّ ومجالي الجمال يَكسبه صدقَ التوجّس وقوّة الحدس وفِراسة الظنّ.
- أسهل طريقة تستطيع أن تضبط بها علمًا من العلوم هي أن تختار كتابًا مناسبًا من كتبه وتختمه مرارًا على أوقات متفرّقة حتى تستظهر أكثره!
- لا يزالُ الرجل مستورًا معافًى حتى يتكلَّم في غير فنِّه.
- إذا طالعتَ كتابًا وانتفعتَ به فلا تبخَل على مؤلِّفه بالدعاء له بالرحمةِ والمغفرةِ، فإن هذا من أدنى حقِّه عليك.
- الاستغراق في بحث المسائل الدقيقة يجعل المرء أعلمَ الناس بها، ولكنه قد يصبح مع ذلك أجهلَ الناس بكل ما سواها.
- المذاكرة للاختبارات تكشف عن عجيب قدرة الإنسان على القراءة والحفظ متى ما صحّ منه العزم! ذلك بأن كثيرًا من الطلاب يستطيع أن يستظهر في ليلة الامتحان عشرات الصفحات، وربما مئاتها! فكيف لو استمرّ على ذلك عامّة دهرِه؟
- خذوا هذه الوصيّة من أبي عثمان الجاحظ: (وإذا مرّ بك الشّعر الذي يصلح للمثَل والحفظ فلا تنس حظّك من حفظه).
وقبلَه قال ابن المقفع: (اعلم أنه ستمرّ بك أحاديث تعجبك إما مليحة وإما رائعة. فإذا أعجبتك كنت خليقًا أن تحفظها، فإن الحفظ موكّل بما ملُح وراع).
- علمُك إذا لم تدرسه درَسَ.
- لا تظننّ أنك قادر على أن تُحكم العلم وتستحضر أبوابه بمجرد القراءة، بل لا بد لك من الحفظ والتكرار والتلخيص ووضع الجداول كما يفعل الطلاب الصغار!
- لا ينال الإنسان العلمَ حتى يكون هو شغلَه وهمَّه، قال أبو حاتم للأصمعي: (إنك تحفظ من الرجز ما لم يحفظه أحد!) قال: (إنه كان همَّنا وسدَمنا)!
- نقل صاحب (الفصوص) عن الأصمعي أنه كان له دفتر يقيِّد فيه رءوس محفوظاته من الشِّعر ليسهل عليه مراجعتها واستحضارها!
- يؤلّف الرجل من علمائنا الأوائل الكتابَ يعجِز عن (تحقيقه) العصبة ألُو القوة من الرجال على طول تعاورهم له وإمهال الزمان لهم. ألا ما أشدّ ضعفنا!
- طريقة ربط الحرف بالحرف للحفظ قديمة، قال ابن رستم: (سألت التوزي عن التحنيب والتجنيب، أيهما في اليدين وأيهما في الرجلين؟) فقال: (الجيم مع الجيم).
- لا يكون الرجل طالبَ علم حتى يكون حِلس بيته.
- من الكتب ما حقه الحفظ، ومنها ما حقه أن تجعل لك فيه وردًا، ومنها ما يقرأ مرة، ومنها ما يقرأ مرات، ومنها ما يتصفح تصفحًا، فأعط كل ذي حقّ حقّه.
- حياةُ العِلم قتلُه.
- قد يُعاب العالم بقول (لا أدري) في ما استنباطه يسير، قال ابن جني: (وكان الأشبه بقدر سيبويه أن لا يقف في قياس ذلك وأن لا يقول لا أدري).
- إسقاط الحجة الضعيفة خير من الاعتضاد بها لأنه قد يكون في ذكرها متعلَّق للخصم يشغب به ويصرف به النظر عن الحجج القوية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق