نُشر مفرّقًا في تويتر وآسك في أوقات مختلفة.
- الأصل أن يعود الضمير إلى أقرب مذكور، فإن كان هذا المذكور مضافًا فالأصل أن يعود الضمير إليه لا إلى المضاف إليه. ومنه قوله تعالى: ((وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها)). وذلك أن المضاف هو المتحدَّث عنه، وهو الذي يتقلّب في مواقع الإعراب فيتسلط عليه الحكم، وإنما المضاف إليه كالتتمة له. ولكن يجوز أن يعود الضمير إلى المضاف إليه إذا أُمِن اللبس. ومنه قوله تعالى: ((فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبًا)). أي: أظن موسى. وبهذا التقرير ردّ بعضهم قول ابن حزم بأن الضمير في قوله تعالى: ((أو لحم خنزير فإنه رجس)) عائد إلى (خنزير) لا إلى (لحم).
ونظير هذا مجيء الحال من المضاف إليه، فإن من النحويين من منع ذلك، ومنهم من أجازه بشروط، إذ الأصل أن تجيء الحال من المضاف لا من المضاف إليه.
- س: هل يجوز أن يقال: (أيهما أفضل كذا أم كذا) مع ما في هذا من عودة الضمير إلى متأخر عنه لفظًا ورتبة؟
ج: يُستثنى من منع عودة الضمير إلى متأخر عنه لفظًا ورتبةً مواضعُ، منها أن يكون الضمير مبدلًا منه عائدًا إلى بدله. ومنه قول العرب: (مررت به المسكينِ). والضمير في (أيهما) متصل بالمبدل منه، فيجري مجراه، فكما يجوز أن تقول: (ظفرت بهما العلمِ والمالِ) كذلك يجوز (أيهما أفضل العلم أم المال). وعلى هذا أراه جائزًا.
- س: ما وجه إخبار المتكلم الواحد عن نفسه بضمير الجمع كأن يقول: (وقد ذكرنا وقلنا)؟
ج: يُراد بذلك غالبًا إما حكاية قول يشاركه فيه غيره من أهل مذهبه فيكون كأنما يتحدث بألسنتهم لموافقتهم له، وإما على أن يجعل قارئ الكلام أو السامع له بمنزلة المشارك له، كأنه موافق له ومساير عليه، وذلك كما يقول المعلّم لطلابه: (قد ذكرنا في المحاضرة الماضية كذا وكذا) وإن كان هو المتكلم وحده. وكذلك شأن الكاتب.
- يجوز لك أن تشبع الفعل في نحو: (أنتِ صنعتي ذلك وأنتِ فعلتيه) سواء أتصلت به الهاء أم لم تتصل. وهي لغة عدي الرِّباب، حكاها أبو عبيد عن أبي عبيدة عنهم بإسناد عالٍ لا شكّ في صحته. ودقته. فأما إشباع (أنتي) هكذا فخطأ محض. ولم يثبته أبو عبيدة وهو الحاكي لهذه اللغة. وقد وقع في كتاب "البديع" لابن الأثيروغيره تصحيف لهذه الكلمة إذ جُعلت بالياء فانخدع بذلك بعضهم.
- يجوز أن تحرّك ميم الجمع في مثل قول الشاعر: (لا يفطنون لعيبِ جارِهِم) بالكسر (جارِهِمِ). وهو أقْيَس. وبه ضبطَ محمد محيي الدين عبد الحميد نظائر هذا في (شرح حماسة أبي تمام) للتّبريزيّ. ويجوز أن تحرّكه بالضم (جارِهِمُ). وهو أشهرُ وأجودُ.
- في ميم الجمع لغتان الإشباع والإسكان. ولم تُنسبا إلى قبيلة بعينها، قال الفراء: "والعرب مشتركون في جزم الميم ورفعها في قولهم: منهم ومنهمو، وعليكم وعليكمو، وكنتم وكنتمو. لا نعرفها خاصة في قوم بإحدى اللغتين، كلهم يقولون القولين". وقد جمع بينهما لبيد في قوله:
* وهمُ فوارسها وهمْ حكامها *
- س: ما فرق ما بين تاء الفاعل للمخاطبة نحو (ذهبْتِ)، وتاء التأنيث الساكنة نحو (ذهبَتْ)؟
ج: تاء الفاعل اسم ضمير له محل من الإعراب، وتاء التأنيث حرف لا محل له من الإعراب.
والذي يدل على ذلك أن تاء الفاعل لا يليها فاعل لأنها هي الفاعل. فأما قولهم: (ذهبتِ أنتِ) فـ(أنت) توكيد، وليس فاعلًا بدليل أنه يجوز حذفه وإن لم يتقدمّ له ذكر.
أما تاء التأنيث فيليها الفاعل، تقول: (ذهبَتْ هند). وقد يكون ضميرًا مستترًا نحو (هند ذهبَتْ) أي هي.
فدلّ هذا على أنها حرف دالّ على تأنيث الفاعل وحسب لا اسم لأنها لو كانت اسمًا لوجب أن يكون لها محلّ من الإعراب، ولا محلّ لها كما بينّا.
- إذا ولِيت هاء الغائب ساكنًا صحيحًا نحو (منْه، أصابتْه) فسيبويه يختار الإشباع (منْهو، أصابتْهو). وبه قرأ ابن كثير. والمبرّد يختار الاختلاس. وبه أقرأ أكثر القرّاء.
فأما إن كان الساكن حرف لين نحو (إليْه، عليْه) فسيبويه والمبرد متفقان على رجحان الاختلاس.
- يجوز لك أن تقول: (الرجال قامُوا وقامُ) فتستغني بالضمة عن واو الجماعة. وهي لغة حكاها الفرّاء ونسبها إلى هوازن وعُليا قيس.
- س: هل يجوز أن يقال: (فينِي حزنٌ) بإلحاق نون الوقاية؟
ج: لا يجوز هذا لأن نون الوقاية لا تلحق من حروف الجرّ إلا (مِن) و(عن) نحو (منّي) و(عنّي)، وإنما تقول: (فيّ) كما قال ابن كناسة:
فيّ انقباضٌ وحشمةٌ، فإذا ** صادفتُ أهل الوفاء والكرَمِ
أرسلتُ نفسي على سجيتها ** وقلتُ ما قلتُ غيرَ محتشمِ
- إذا حكيتَ كلام متكلم عنك بضمير المخاطب فلك أن تبقيه ولك أن تحوله للمتكلم فتقول إذا ادعى إنسان أنك ظلمته: (قلتَ: إنك ظلمتني) و(قلتَ: إني ظلمتك).
ومن الثاني قول الشميذر الحارثي:
فإن قلتم: إنا ظلمنا، فلم نكن ** ظلمنا، ولكنا أسأنا التقاضيا
وهم إنما قالوا: (إنكم ظلمتم) فحوله لضمير المتكلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق