نُشر مفرّقًا في ملتقى أهل اللغة وتويتر وآسك وفسبك في أوقات مختلفة.
- المسموع عن العرب في (إكراء الدار) من لفظ (أجر) ثلاث لغات:
١- أجَره يأجُره الدار أجرًا، فهو آجر وذاك مأجور. وكذا الدار.
٢- آجره يؤجِره إيجارًا، فهو مؤْجِر وذاك مؤجَر. وكذا الدار.
٣- آجره يؤاجره مؤاجرة، فهو مؤاجِر وذاك مؤاجَر. وكذا الدار.
فأما (أجّره يؤجّره تأجيرًا) كما هو شائع فلم تُسمع، واختُلف في جوازها.
- استعمال (الانتحار) بمعناه المعروف عربي قديم. ومنه قول العجاج:
* وزاده فضلًا، فمن شاء انتحرْ *
- س: ما الأوجه الجائزة في ضبط دال (الدّلالة)؟ وما أفصحها؟
ج: إن أردت الحرفةَ والمهنةَ إمّا الهدايةَ في الطُرُق كقولك: (فلان دليل حاذق بالدلالة) أو السمسرةَ كقولك: (فلان دلّال حسن الدّلالة) فالأفصح الكسر لأن ذلك هو القياس في الحِرَف والصناعات. والفتحُ جائز. وإن أردت مطلَقَ الهداية والإرشادِ من غير أن يكون ذلك صناعةً كقولك: (هذا الأمر يدلّ دلالة واضحة على كذا) فالأفصح الفتح. والكسر جائز. وبعض اللّغويين يجعلُ الفتح مطلقًا أفصح من الكسر ولا يفرِّق.
وتفرد الفيروزبادي (ت٨١٧هـ) في "القاموس"، و"الدرر المبثثة" فأثبت ضمّ الدال أيضًا. وهذا غريب، إذ لم أقف عليه في معاجم المتقدمين ولا في ما بين يدي من كتب المثلثات.
- اختلف العلماء في ضبط ميم (الحِمّص) على قولين:
الأول: أنه بكسر الميم (الحِمِّص). وهو قول سيبويه والمبرد.
الثاني: أنه بفتحها (الحِمَّص). وهو قول ابن الأعرابي وثعلب.
فأما قول العامة: (الحُمُّص) فخطأ.
- (القَبول) بفتح القاف كما قال: ((فتقبلها ربها بقَبول حسن)). على أن ضمها كما يشيع عند العامة ليس بخطأ، فقد حكاه الأصمعي في ما نقل عنه أبو عبيد "الغريب المصنف" إن لم يكن مزيدًا، وابنُ الأعرابي وابن درستويه، وأجازه الفراء والزجاج. وقول الزبيدي: (لم يحكها إلا ابن الأعرابي) فيه نظر.
- يُطلق (الزعم) على القول الذي يروِيه ناقلُه كما بلغَه غيرَ متحمِّلٍ تبعتَه. وهو قولٌ قد يكونُ حقًّا وقد يكونُ باطلاً. ومن ما يدل على ذلك قولُ المسيَّب بن علس الشاعر الجاهلي يمدحُ القعقاع بنَ معبدٍ:
- (القَبول) بفتح القاف كما قال: ((فتقبلها ربها بقَبول حسن)). على أن ضمها كما يشيع عند العامة ليس بخطأ، فقد حكاه الأصمعي في ما نقل عنه أبو عبيد "الغريب المصنف" إن لم يكن مزيدًا، وابنُ الأعرابي وابن درستويه، وأجازه الفراء والزجاج. وقول الزبيدي: (لم يحكها إلا ابن الأعرابي) فيه نظر.
- يُطلق (الزعم) على القول الذي يروِيه ناقلُه كما بلغَه غيرَ متحمِّلٍ تبعتَه. وهو قولٌ قد يكونُ حقًّا وقد يكونُ باطلاً. ومن ما يدل على ذلك قولُ المسيَّب بن علس الشاعر الجاهلي يمدحُ القعقاع بنَ معبدٍ:
ولذلكم زعمت تميمٌ أنه ** أهل السماحة والندى والباعِ
ولو كانَ الزَّعمُ لا يكونُ إلا باطلاً لاستحالَ مديحُه هذا هِجاءًا لأنه جعلَ ما يذكرُه الناسُ من خلاله الصالحات باطلاً.
وقولُ الجُميح الأسديّ يهجو بني عامرٍ:
أنتم بنو المرأة التي زعم النـ ** ـناسُ عليها في الغيِّ ما زعموا
ولو كان الزعمُ لا يكون إلا باطلاً لكانَ هجاؤُه هذا مدحًا إذ جعلَ قذفَ الناس لأمهم باطلاً.
هذا هو الأصلُ في كلام العربِ ثمَّ غلب من بعدُ على الباطل معَ جَواز أن يستعمَل في الحقّ.
وعِلَّة هذا التطوُّر الدّلالي أنَّه لما كانَ معنَى الزّعم في الأصلِ هو حكايةَ القولِ مع البراءة من تحمُّلِ تبعتِه أو الحُكْمِ عليه بشيء من الرأيِ كانَ هذا من ما يُشعر في بعض الأحوالِ بالكنايةِ الخفيَّةِ عن فسادِ هذا القولِ في اعتقادِ المتكلِّم وإن لم يَدُلَّ عليه بلفظه إذْ لو كانَ يعتقِدُ صحَّتَه لأتَى مكانَه بلفظٍ لا يُفهِم هذا المعنَى كـ(ذكرَ) أو (قالَ).
وإذن فمَن يستعمِل الزَّعمَ وهو لا يريدُ بهِ إلا الباطلَ ولا يَفهم منه إلا ذلكَ فإنما يستعمله على جهةِ الكناية. وإن لا فالحقيقةُ أنه محتمِلٌ الدلالة على الأمرينِ الحقِّ والباطل.
- يقع في كلام الجاحظ كثيرًا لفظُ (الخَطَاء) بمعنى (الخطأ). وقد فطنَ لهذا عبد السلام هارون رحمه الله بلُطف نظرِه وفقهِه فأثبتَه في كلّ موضع ورد فيه على هذا الوجهِ ولم يجعله تصحيفًا فيردَّه إلى الشائع المشهور، وهو (الخطأ). ونبَّه على ذلك أيضًا فقال: (الخطاء بالمدّ: لغة في الخطأ. وللجاحظ وَلوع باستعماله) [البرصان والعرجان ص32].
قلت: والذي يَظهر أن (الخطاء) بالمدّ كان فاشيًا في لغة الخاصّة من أهل البصرةِ، يدلُّك على هذا قراءة الحسن البصريِّ (ت110هـ): ((إن قتلَهم كان خَطاءًا كبيرًا))، وقولُ خلفٍ الأحمر (ت180هـ) شيخ الجاحظِ (ت255هـ)، وكلاهما بصريٌّ:
وإذن فمَن يستعمِل الزَّعمَ وهو لا يريدُ بهِ إلا الباطلَ ولا يَفهم منه إلا ذلكَ فإنما يستعمله على جهةِ الكناية. وإن لا فالحقيقةُ أنه محتمِلٌ الدلالة على الأمرينِ الحقِّ والباطل.
- يقع في كلام الجاحظ كثيرًا لفظُ (الخَطَاء) بمعنى (الخطأ). وقد فطنَ لهذا عبد السلام هارون رحمه الله بلُطف نظرِه وفقهِه فأثبتَه في كلّ موضع ورد فيه على هذا الوجهِ ولم يجعله تصحيفًا فيردَّه إلى الشائع المشهور، وهو (الخطأ). ونبَّه على ذلك أيضًا فقال: (الخطاء بالمدّ: لغة في الخطأ. وللجاحظ وَلوع باستعماله) [البرصان والعرجان ص32].
قلت: والذي يَظهر أن (الخطاء) بالمدّ كان فاشيًا في لغة الخاصّة من أهل البصرةِ، يدلُّك على هذا قراءة الحسن البصريِّ (ت110هـ): ((إن قتلَهم كان خَطاءًا كبيرًا))، وقولُ خلفٍ الأحمر (ت180هـ) شيخ الجاحظِ (ت255هـ)، وكلاهما بصريٌّ:
لنا صاحبٌ مولَعٌ بالخِلافِ ** كثيرُ الخطاءِ قليلُ الصَّوابِ
أشدُّ لَجاجًا من الخنفساءِ ** وأزهى إذا ما مشى من غُرابِ
- (السَّفِلة) بهذا الضبط بمعنى غوغاء الناس هو في ما أرى صفة مشبهة كـ(فَرِحٍ)، من الفعل (سفِلَ). وأصله نعت لجمع تقديره (القوم السَّفِلة) كـ(الرافضة) و(العامّة). ولهذا لا يجوز إطلاقه على الواحد. ويصحّ تخفيفه إلى (سِفْلة) سماعًا وقياسًا على باب (كَبِد) وتخفيفُه إلى (سَفْلة) قياسًا.
- (السَّفِلة) بهذا الضبط بمعنى غوغاء الناس هو في ما أرى صفة مشبهة كـ(فَرِحٍ)، من الفعل (سفِلَ). وأصله نعت لجمع تقديره (القوم السَّفِلة) كـ(الرافضة) و(العامّة). ولهذا لا يجوز إطلاقه على الواحد. ويصحّ تخفيفه إلى (سِفْلة) سماعًا وقياسًا على باب (كَبِد) وتخفيفُه إلى (سَفْلة) قياسًا.
- يقولون: (أمن وأمان). وهما مصدران مترادفان لا اختلاف بينهما في المعنى. وذلك جائز على جهة التوكيد.
- س: ما معنى (مَلاك)؟
ج: لها معنيان محتمَلان:
1- أن تكون بمعنى قِوام الأمر ومرجِعه وأصلِه الذي يَنتظمه كقولك: (الصبرُ مَلاك الخير كلّه). وفيه لغة أخرى، وهي كسر الميم.
ج: لها معنيان محتمَلان:
1- أن تكون بمعنى قِوام الأمر ومرجِعه وأصلِه الذي يَنتظمه كقولك: (الصبرُ مَلاك الخير كلّه). وفيه لغة أخرى، وهي كسر الميم.
2- أن يكون أصلها (ملْأك)، وهو الملَك، كما قال الشاعر:
فلستَ لإنسيٍّ، ولكن لملْأكٍ ** تنزَّل من جوِّ السماء يصُوب
وتخفيفه القياسيّ هو (مَلَك) بحذف الهمزة بعد نقل حركتها إلى ما قبلها كتخفيف (مسألة) إلى (مسَلَة)، ولكن بعضَ العرب يخفّفها مثلها بإبدالها ألفًا فيقال في (ملأك) على هذا الوجه: (ملَاك). ومثلُه تخفيف (الكمأة) و(المرأة) إلى (الكمَاْة) و(المرَاْة). وهذا شاذٌّ عند سيبويه، فلا يجوّز قياس (ملأك) عليه، ولكن أجازَه الكوفيون.
- قولهم: (أقرَّ الله عينك) يحتمل أن يكون من القُرّ أي البرد لأن دمع السرور بارد، أو من القرار، وهو السكون، وذلك بأن تنال أمانيك فلا تطمح إلى غيرها.
- قال ابن حبيب: (كل (عَديّ) في العرب فهو بفتح العين إلا (عُدَيّ) بن ثعلبة الطائي، فإنه بالضم).
قلت: أما المعاصرون فيميلون إلى الضم.
- الراجح ضبط (النمْر بن تولب) بسكون الميم كما نصّ على هذا أبو حاتم. فأما قوله:
أبقى الحوادث والأيام من نمِرٍ ** أسبادَ سيف قديم أثره بادِ
فأراه اضطُرّ فأجراه على لغة الحجازيين، يدلّ على ذلك مع حكاية أبي حاتم أن لغة قومه تميم إسكان عين (فعِل) كـ(نمر) و(فخذ)، فكيف إذا كان علمًا؟ إذ الأعلام موضع تخفيف. والشعراء من ما يُغيّرون الأعلام إذا دعتهم الضرورة إلى ذلك. وشواهد هذا كثيرة معروفة.
- س: هل الجارية تأتي بمعنى الشابة؟
ج: المشهور أن الجارية تكون بمعنى الشابّة، ولكن ذكر الزمخشري في "شرح الفصيح" أن الجارية هي التي لم تتزوج وإن بقيت في بيتها ستين سنة.
- (الطيِّب) من الألفاظ التي يستعملها الجاحظ وغيرُ يريدون به المزّاح الخفيف الروح. وجمعُه (طِيَاب)، وليس (طُيَّاب)، كـ(جيِّد) و(جِياد).
- س: هل لتسمية العالم شيخًا وجه في اللغة؟
ج: نعم، من باب الاستعارة تشبيهًا للعالم وإن كان شابًّا بالكبير في السنّ بجامع وجوب التوقير والاحترام في كلٍّ.
- س: ما وجه مجيء (يسوغ) بمعنى (يجوز)؟
ج: السَّوغ في حقيقة اللغة يطلق على سهولة دخول الطعام والشراب في الحلق ومرّهما به مرًّا رفيقًا لا يعتاقهما شيء من غصَص أو شرَق أو جأز. ومنه قوله تعالى: ((سائغًا للشاربين)) وقوله: ((يتجرّعه ولا يكاد يسيغه)) ثم قول الشاعر:
فساغ ليَ الشرابُ، وكنتُ قبلًا ** أكاد أغَصّ بالماء الحميمِ
وقوله:
إن الذين يسوغُ في أحلاقهم ** زادٌ يُمَنّ عليهمُ للئامُ
وإطلاقه على الجواز المعنوي كقولهم: (هذا لا يسوغ لك) من باب الاستعارة. وقد أثبته الزمخشري (ت٥٣٨) في "أساس البلاغة". وذلك على تشبيه الشيء المقبول الصحيح الذي يُسرعُ الدخول إلى العقل ويسهل التصديق به لا يعترضه دون ذلك شيء من نقض أو نقد أو ريبة، بالشراب السائغ في الحلق.
ومثلُ ذلك (الجواز)، فإنهم يقولون: (جاز فلان الوادي) إذا قطعه. ومنه قول امرئ القيس:
فلما أجزنا ساحة الحيّ وانتحى ** بنا بطن خبتٍ ذي قفافٍ عقنقلِ
وهذا معناه الحقيقي.
ثم جعلوه بالمعنى المجازي المعروف بنحو ما ذكرنا من التأويل في السَّوغ.
- كان الرجل قديمًا ربما سمّى أباه (شيخي)، قال امرؤ القيس:
* واللِه لا يذهبُ شيخي باطلاً *
ويسمي الرجل أيضًا أمَّه (عجوزي) كما قال أرطاة بن سُهيّة:
إذا أنا لم أمنع عجوزيَ منكمُ ** فكانت كأخرى في النساء عقيمِ
- إذا قلتَ: (جاء القوم عامّتُهم) فسيبويه يرى أنها بمعنى (كلّهم)، والمبرّد يرى أنها بمعنى (أكثرهم).
- كلمة (أحد) لها معنيان: الأول بمعنى (واحد). ومنه قوله تعالى: ((قل هو الله أحد)). الثاني أن يراد به العموم. ولا يكون إلا في نفي أو شبهه، نحو (ما جاءني أحد).
- في اسم حرف (ز) ست لغات: زاء وزاي وزِيّ وزَيّ وزا بالقصر وزًا بالتنوين.
- (اللّوى) هو ما بين الرمل والجدد، فمنهم من يجعله آخر ما يلقاك من الرمل حيث يتصل بالجدد، ومنهم من يجعله أول الجدد. وسقطه منتهاه.
وقيل: هو بمعنى اللوى، وأضافه إليه لاختلاف اللفظ. وهم يستحبون أن ينزلوا فيه لاطمئنانه. ومن كلامهم: (ألويتم فانزلوا). وهذه صورة صورتُها أحسبها مقاربة له:
- كثير من الناس لا يميزون بين النمر والبَبْر والفهد. وهذه الصورة توضح الفرق بينها:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق