الأربعاء، 28 ديسمبر 2016

صحّة استعمال (التواجد) بمعنى الحضور

في ما تلحَّن فيه العامة وله وجه
نُشر في آسك في 10/ 2/ 1436هـ وفسبك في 25/ 3/ 1437هـ.
س: هل يصح استعمال (التواجُد) بمعنى الحضور، نحو (سنتواجد في مكان كذا)؟
ج: الذي أراه صوابُ هذه الكلِمة إذا استعملت بمعنى (التلاقي) لأن بِناء (فاعَلَ) وفرعَه (تفاعلَ) يأتيان في ما جازَ أن يكون كلٌّ من المتشاركينِ فيه فاعلًا ومفعولًا نحو (ضاربَه فهو مضارِب ومضارَب إذا ضربَ كلٌّ واحد منهما الآخرَ. والمطاوعة منه تضاربا). وكذلك (واجده فهو مواجِد ومواجَد إذا وجدَ كلٌّ منهما الآخَر). و(وجدَ) يتعدَّى إلى مفعول واحد. وهو بمعنى (لقِيَ)، فكما يجوز أن تقولَ: (الرجلان تلاقيا) فكذلك يجوز أن تقول: (تواجدا). فإذا قلتَ: (المتواجدون في هذا المكان عشَرةُ رجالٍ) فهو بمعنى (المتلاقون أو الملتقون في هذا المكان عشرةُ رجال). والتلاقي يستلزِم معنى الحضور وزيادةً.
ولكن هذا مشروطٌ بأن يكون فاعله أكثر من واحد، فلا يصح أن يقال: (أنا متواجد في هذا الموقع) كما لا يصح أن يقال: (أنا متلاقٍ في هذا الموقع). 
فإذا استُعمِل في مثل ما ذكرتُ فلا أرى فيه بأسًا لجريانِه على القياس وإن خطّأه بعضهم. ولا يوهِنُه اشتراكُه اللفظيُّ مع قولهم: (تواجد الرجلُ) إذا أظهر الوجدَ لأن (التواجد) هنا من (الوَجد) لا من (الوجود)، وبِنية (تفاعلَ) فيه دالَّة على (التظاهر بالصِّفة) لا (التشارك). 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق