نُشر في ملتقى أهل اللغة وتويتر وفسبك وآسك في أوقات مختلفة.
- خطّأ الزمخشري إبدال همزة (أئمة) ياءًا صريحة. ولنا أن نحتج له بحجتين: من النقل ومن النظر.
أما النقل فلأن من القراء العشرة من قرأ بالتسهيل، ولكن أكثر علماء القراءات على أنه بين بين لا ياء خالصة.
وأما النظر فلأنه إذا اعتُدّ بالكلمة بعد الإدغام (أئمّة) لا قبله (أأْمِمة) فحقها أن تلحق بباب (أإِنّ). وتسهيله بين بين لا بالياء الخالصة.
- س: هل يصح قولنا: (توضيت) بمعنى (توضأت)؟
ج: نعم. وقد سمع ذلك أبو زيد الأنصاري عن أبي عمْر الهذلي. وانظر تفصيل هذه المسألة في مقالتي "المساوئ أبالهمز هي أم بالياء؟".
- بعض المتأخرين يطردون قياسية تحويل الماضي إلى باب (فعُل) للمبالغة ثم يفرعون على هذا تحويل مضارعه أيضًا ويولدون له مصدرًا قياسيًّا كما أجاز بعضهم (السيولة) و(الخطوبة) و(الليونة) وغيرها. ولا أرى هذا صحيحًا، فالثابت عن العرب إنما هو تحويل الماضي فقط إلى باب (فعُل) في باب المدح والذم فقط على خلاف بين النحاة في قياسية ذلك.
- س: هل يجوز الجمع بين الساكنين في مثل (جاء مدرسُوْ الْجامعة) خشية التباسه بالمفرد إن حذفنا أول الساكنين؟
ج: نعم، يجوز ذلك. وقد جمعت العرب بين الساكنين في ما لا لبس فيه إمعانًا في البيان نحو (التقت حلقتاْ الْبطان) و(له ثلثاْ الْمال)، فلأن يكون ذلك في ما فيه لبس أولى وأوكد.
- يجوز في واو الجماعة المفتوح ما قبلها إذا لقيها ساكن نحو (رجوا الخير) خمس لغات:
١- الضم. وهو لغة قريش وأكثر العرب. وهو الأفصح، فتقول: (رجَوُ الخير).
٢- الكسر، (رجَوِ الخير).
٣- الفتح، (رجَوَ الخير).
٤- إبدالهما همزة، (رجَؤُ الخير)، لغة لقيس.
٥- حذف الواو وضم ما قبلها (رجُ الخير).
- لا يجتمع في حشو الشعر ساكنان إلا في عروض المتقارب. ولك أن تتخلص من ذلك بأحد ثلاثة أوجه:
١- إبدال أولهما همزة مفتوحة، (الضأَلّون). وهو أفصحها.
٢- حذف ثانيهما (الضالُون). ومنه:
* فنعلفها دوابَ المسلمينا *
٣- فك الإدغام (الضالِلون). ومنه:
* وإن رأيت الحجج الروادِدا *
أي الروادّ. وهما ضرورة.
- س: ما الصحيح في نطق (الترضى) في بيت الفرزدق:
- س: ما الصحيح في نطق (الترضى) في بيت الفرزدق:
*ما أنت بالحكم الترضى حكومته *
أهو (الْترضى) بالإظهار أم (التُّرضى) بالإدغام؟
ج: نصّ ابن هشام على أن اللام مدغمة، فتقول: (التّرضى)، وخطّأ الإظهار. وأرى الإظهار جائزًا أيضًا على أن تكون (ال) هذه بقية (الذي) الموصولة - وهو قول السيرافي والرضي، وهو الذي أراه راجحًا- إذ لازم هذا القول جواز الإظهار والإدغام كما في قوله: (هل تنقمون)، ووجوبُ رسمها مفصولة (ال تُرضى).
- س: يستعمل الزبيدي في "التاج" لفظ (قلاقة) كقوله: (في عبارة المصنف قلاقة ظاهرة)، فهل هو صحيح؟
ج: لا أراه صحيحًا لأن مصدر (قلِق) هو (القلق). وهو القياس أيضًا. ولم يُسمع (القلاقة). وكأنه قاسه على ضده، وهو (السلاسة). وإلحاق الشي بضده لا ينقاس، فلا يقال مثلًا: (فُرْح) حملًا على (حُزن).
- س: أيّ أجود (أشرُف بزيارتك) أم (أتشرّف بزيارتك)؟
ج: (أتشرّف) أجود لأن بناء (فعُل) دالّ على الغرائز اللازمة، فإذا قلتَ: (أشرُف) فكأنك لم تكن شريفًا حتى زارك. أما إذا قلت: (أتشرّف) فكأن زيارته (شرّفتك) أي ضاعفتْ في شرفك الثابت لك أصلُه فـ(تشرّفتَ) بها، فبناء (تفعّل) هنا لمطاوعة (فعّله).
- لم أر من قال من العلماء بقياسية بناء (أفعولة). وقد استقريت كثيرًا من المسموع منه فظهر لي أنه ينقاس في ما يدل على لهو أو باطل أو نحوهما مثل أحجية وأحدوثة وأرجوحة وأرجوزة وأضحوكة وأكذوبة وألعوبة ونحوها. ومن المولّد الصحيح الأقصوصة والأنشودة.
- أجاز الجرمي والزجاج إبدال الهمزة ياءًا خالصة في نحو (قائل) و(بائع) و(رسائل). ونصّ كثير من العلماء على أن هذا لحن.
- أجاز ابن جني همز واو (داوود)، فتقول: (داؤود). ومنعه الأكثرون. قلت: ولكن قراءة القرآن بذلك خطأ إذ لم يقرأ به أحد. ويجوز حذف إحدى الواوين رسمًا فيُكتب (داود).
- قال ابن الحاجب (ت646هـ) في "شافيته": (وكوجوب الفتح في نحو رُدَّها، والضمِّ في نحو رُدُّهُ، على الأفصح. والكسر لُغيَّةٌ. وغُلِّط ثعلبٌ [(ت291هـ)] في جواز الفتحِ) أي في جواز أن يقال: (رُدَّهُ).
قلت: يريدُ قوله في "الفصيح": (وازررْ عليك قميصَك وزُرَّه وزُرُّه وزُرِّه). والحقّ أن ثعلبًا مسبوقٌ إلى حكاية الفتح، فقد ذكر ذلك قبلَه قطربٌ (ت بعد 210هـ) في "معانيه ل7783"، فليس هذا الأمر من تفرُّداتِه.
- يجوز في أعلام البلدان والأماكن التذكير على معنى المكان، والتأنيث على معنى البقعة فتقول (هذا العراق، وهذه العراق) و(هذا نجد، وهذه نجد).
- كل ما ليس في آخره علامة تأنيث ولم يُسمع عن العرب تأنيثه فإنه مذكّر لأن التذكير هو الأصل، وذلك مثل لفظ (المستشفى). وتأنيثه خطأ. فإن كثر استعماله ثاني متضايفين أولهما مؤنث نحو (شهادة البكلريُس) و(درجة البكلريس) جاز تأنيثه على هذه النية، وإذن يسوغ لك في (البكلريس) التذكير والتأنيث.
- بناءُ العرب مصدرَ (عبَرتُ الرؤيا) على (عِبارة) بزنة (فِعالة) دليل على أنها صناعة ومهنة لأنه يكثر مجيء هذا الوزن في هذا المعنى.
- (فَم) على زِنة (فَع). وفي تعيين اللام المحذوفة قَولان، أحدُهما أنَّها هاءٌ، والأصلُ (فَوْهٌ)، فلمَّا حُذِفت الهاءُ أبدِلت الواو ميمًا. والآخَر أنَّها ميمٌ، والأصلُ (فمٌّ). وهي لغةٌ حكَاها اللِّحياني (ت220هـ) وابن السكِّيت (ت244هـ)، وأنشدَ:
* يا ليتها قد خرجَت من فمِّهِ *
وليست بدَلاً من الواوِ بدليلِ قولِهم في الجمعِ (أفمَام). ولو كانَت بدَلاً لكانَ الوجه أن لا يعتدّ بها في الجمع.
وعلى ذلك يكون لهذه الكلمةِ جذرانِ (ف و ه) و(ف م م). وذكروا أيضًا جذرين آخَرين، وهما (ف م و) و(ف م ي) لقولهم: (هذا الفما) وتثنيته على (فموان) و(فميان). وهذا الاتفاق بينها في المعنَى مع افتراقِ أصولها سُنَّة معروفةٌ من سنن العربيَّة. وقد سماها ابن جنِّي (ت392هـ) في "خصائصه" (تصاقبَ الألفاظ لتصاقب المعاني).
وأما (فُوك) فوزنُها عندَ مَن يرى أن إعرابها بالحروفِ، وهو هشام (ت209هـ) ومَن تبِعه أو بالحركات الظاهرة على ما قبلَ هذه الحروف وأنَّ هذه الحروفَ إشباعٌ، وهو المازنيّ (ت247هـ)، هو (فُوْكَ) على مِثال لفظِها، وذلكَ أنها إذا كانت دليلاً على الإعراب فإنَّها تكونُ زائدةً كألف (الرجلان) وواو (المسلمون)، ولا يصِحّ أن تكونَ من بِنية الكلمة. وكذلك إذا كانت إشباعًا لحركة ما قبلها. وأمَّا مَن يرى أنَّ إعرابها بالحركاتِ المقدَّرة على هذه الحروف، وهو سيبويه (ت180هـ) وغيرُه فإنَّ وزنَها على مذهبِهم (فُعْكَ) لأنَّها أصلٌ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق