نُشر مفرّقًا في آسك وتويتر في أوقات مختلفة.
- س: هل نرسم (جزءَين) أم (جزأين)؟
ج: يجوز رسمها (جزءَين) على حدّ من يرسم (مسئلة) هكذا مراعاة لوجه تخفيفها في مذهب أكثر العرب، أو على حدّ من يرسمها (مسألة)، ولكن من غير اعتداد بالتوسط العارض كما لم يعتد به بعضهم في نحو (قرأوا).
ويجوز أيضًا (جزأين) على مذهب من يرسم (مسألة) هكذا مع الاعتداد بالتوسط العارض. وهو أصحّ.
- س: أيُّ هذين الرسمين هو الصواب (سُئِلت) أم (سُؤِلت)؟ج: في رسم هذه الكلمة ونظائرِها مذهبان:
1- وضع الهمزة على ياء هكذا (سُئلت). وهو مذهب سيبويه لأنّه يعتدّ بحركة الهمزة إذا كانت مكسورة وما قبلها مضموم أو كان العكسُ فيسهّلها إلى الحرف الذي يُجانس الحركةَ بينَ بين. ولهذا تُكتب الهمزة في (مستهزؤون) في مذهبه على واو.
2- وضع الهمزة على واو هكذا (سُؤِلت). وهو مذهب الكوفيين والأخفش لأنهم في مثل هذه الحال يُراعون حركة ما قبل الهمزة فيسهّلون الهمزة إلى الحرف المجانس لها بين بينَ. ولهذا تكتب (مستهزئون) في مذهبهم على ياء.
والناس اليومَ يلفقون بين المذهبين فيكتبون (سُئلت) على مذهب سيبويه، ويكتبون (مستهزئون) على مذهب الكوفيين والأخفش طردًا منهم لقاعدة الأقوى التي كشف عنها بشير سلمو عام١٩٥٣م لأن الكسرة أقوى من الضمة.
- س: ما الصواب في حال الرفع (أسْوَأُهم) أم (أسْوَؤُهم)؟
ج: تكتب (أسْوَءُهم) في أجود الأوجه لأن الهمزة مضمومة وقبلها فتحة، والضمة أقوى، فكُتبت (أسوؤهم) فالتقى مثلان أحدهما صورة للهمزة فحُذف.
وبعضهم لا يبالي اجتماعهما فيكتبها (أسوؤهم).
وآخرون لا يعتدّون بما اتصل بالكلمة في آخرها، فيجعلونها في حكم المتطرفة فيكتبونها (أسوأُهم). ففيها كما ترى أوجه ثلاثة.
- س: ما الصواب (كئابة) أم (كآبة)؟
وبعضهم لا يبالي اجتماعهما فيكتبها (أسوؤهم).
وآخرون لا يعتدّون بما اتصل بالكلمة في آخرها، فيجعلونها في حكم المتطرفة فيكتبونها (أسوأُهم). ففيها كما ترى أوجه ثلاثة.
- س: ما الصواب (كئابة) أم (كآبة)؟
ج: المتقدمون يكتبونه (كئابة) من غير سنّ، ولكن لا تمثيل لها في المِجسّات الحاسوبية. وذلك أن أصلها (كأابة) فكرهوا التقاء مثلين أحدهما صورة للهمزة فحذفوه فصارت (كئابة). وهو رسم المصحف. ومن قياسه رسم (ءامن) و(قرءان) هكذا.
والمتأخرون ينقلون الهمزة إلى الألف بعدها ويصوّرونها مدّةً اختصارًا فيكتبونها (كآبة) كما يكتبون (آمن) و(قرآن) كذلك. وهو المأخوذ به.
- س: أيٌّ الصواب في الرسم (مفاجَئات) أم (مفاجَآت)؟
ج: تكتب في الرسم القديم (مفاجَئات)، ولكن من غير سنّ. وأصلها (مفاجَأات)، فالتقى حرفان متماثلان أحدهما صورة للهمزة وكرسي لها، وهذا مستثقل، فحُذف فصارت (مفاجءات) فوُصل ما قبلها بما بعدها. ويجوز كتابتها بسنّ (مفاجَئات) ليكون حيّزًا لها.
والمتأخرون يكتبونها (مفاجآت) لأن من قياسهم إذا وقعت همزة وبعدها ألف أن ينقلوا الهمزة ويجعلوها مدّة فوق الألف اختصارًا. ومثله (قُرآن).
ولكن يشكل على هذا أنهم خصوا ذلك بالألف دون الواو والياء، إذ يلزمهم أن يكتبوا (شئون) بنقل همزتها وجعلها مدّة فوق الواو. وكذلك (زئير) ونحوها إلا أن يدعوا الفرق، ولا فرق ظاهرًا.
- س: ما الصواب في الرسم (مسألة) أم (مسئلة)؟
ج: في رسم (مسألة) وجهان:
الأول: كتابتها (مسئلة). وهذا هو حاقّ القياس فيها. وهو أقدم الوجهين لأن تخفيفها (مسَلة). والرسم موضوع على مراعاة مذهب التخفيف، ولكن يلزم من يكتبها هكذا أن يكتب (يسأم) و(يلؤم) و(يزئر) هكذا (يسئَم) و(يلئُم) و(يزءِر).
الثاني: كتابتها (مسألة). ويمكن أن يُحتج له بثلاثة أمور:
1- أن الكسائي والفرّاء يجيزان تخفيف (مسألة) إلى (مساْلة) بإبدال الهمزة ألفًا. وقد حُكي في (المرأة) و(الكمأة) (المرَاْة) و(الكماْة)، فتكون بذلك جارية على مذهب التخفيف.
2- أنها رسمت في بعض نُسخ المصحف في موضع واحد على ألف. وذلك في قوله تعالى ((يسألون عن أنبائكم)).
3- أنّ رسمَها كذلك جارٍ على سَنن قاعدة الأقوى التي أقام دعامتَها بشير سلمو. وهي من ما يسهّل الإملاء ويقرّبُه للمتعلِّم. وهذا غرضٌ مطلوبٌ.
- يجوز في رسم الهمزة في نحو (شئون) و(رءوف) ثلاثة مذاهب:
1- رسمها على واو، فتجتمع واوان فتُكتب هكذا (شؤون) (رؤوف). وهو مذهب العراقيين والشاميين اليومَ.
2- حذف الواو التي هي صورة للهمزة كراهية لاجتماع الأمثال كما كُره ذلك في (ساءَل)، فتكتب هكذا (شئون) (رءوف). وهو مذهب أكثر العلماء. وعليه رسم المصحف. وبه صدر قرار مجمع اللغة بالقاهرة. وهو الشائع في رسم المصريين اليوم. وهو الذي أرجّحه.
3- حذف واو المدّ فتُكتب هكذا (شؤن) (رؤف). وفيه إلباس، مع أن الوجه حذف الواو التي هي صورة للهمزة لا واو المدّ. وهو غير مستعمل الآن إلا ما وجدته من بعض علماء الجيل المنصرم كمحمد محيي الدين عبد الحميد في نشرته لـ"شرح الحماسة" للتبريزي.
- يجوز في رسم (مَئُونة) ثلاثة أوجه:
١- (مئونة). وهو المختار.
٢- (مؤونة).
٣- (مَؤُنة).
وفيها لغة ثانية، وهي (مُؤْنة) على وزن (غرفة). وأنشدوا لها شاهدًا من الشعر. ويحتاج ثبوتها إلى بحث. وكثيرًا ما يرسم المتقدمون (مَئونة) هكذا (مَؤُنة) على الوجه الثالث فيضبطها المحققون خطئًا (مُؤْنة).
ويظهر أن (مُؤْنة) على زنة (غُرفة) قد اشتهرت في العصر العباسي كما يدلّ على هذا بعض شعر أهل ذلك العصر. ومن الغريب ما وجدته من اضطراب اختيار عبد السلام هارون بين هاتين اللغتين وأوجه رسمها في صفحات متجاورة من "الحيوان":
- أسهل القواعد التي تضبط كتابة الهمزة المتوسطة هي التي صدرَ بها قرار مجمع القاهرة في الدورة السادسة والأربعين. وما سوى ذلك فعسِر لا يكاد يُحفظ.
- الأصوب كتابة (هيئة) هكذا مراعاة لمآلها عند التخفيف. ومن المعاصرين من يكتبها (هيأة). وهو ضعيف. ويُخرّج على أوجه:
١- أن يكون على مذهب من يلتزم كتابة الهمزة على الألف مطلقًا. وهذا مذهب قديم، ولكنه مهجور مطّرَح.
٢- أن يكون من من يراعي مذهب التخفيف، فيكتبها كذلك على لغة من يخففها إلى (الهيَاة). وهي لغة حكاها الكسائي وسيبويه، ولكن يلزمه أن يكتب (سَوأة) هكذا.
٣- أن يكون من من يلتزم قاعدة الأقوى مطلقًا، فيلزمه أن يكتب (سوأة) و(الخَطيأة) و(الحُطيأة) هكذا. وهذا لا يقول به أحد يعول عليه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق