الاثنين، 5 يونيو 2017

عذرًا ومغفرة

نُظمت في 21/ 10/ 1428هـ ونُشرت في ملتقى أهل اللغة.
يا سائلًا عني، ومَا حَزَني؟ ** أقصِرْ، فقلبيَ كادَ ينقدُّ
ما ظنُّكم بفتًى جوانحُه ** وجدٌ، وملءُ جفونِه سُهْدُ؟
وبقلبِه حُرَقٌ تساوِرُه ** حينًا تغورُ وتارةً تبدو
متقلبُ العينينِ ليس لهُ ** إلا البكاءَ من الجوى جندُ
خدّاه فوقَ يديهِ، هاميةٌ ** عبراتُه مستوحِشٌ فرْد
ويحفُّه قدَرٌ يطاردُه ** كالنحرِ حينَ يحُفُّه العِقدُ
ما لي وللأحزانِ تُحرقُني ** ما لي وللكُرُباتِ تشتدُّ؟
أبكي لأطفئَ نارَ جانحتي ** وبضدِّه يُستدفَعُ الضدُّ
لم تسبني سُعدى وعاتكةٌ ** كلا ولا هندٌ ولا دعْدُ
أنا شاعرٌ من أمةٍ صدَفتْ ** عنها المُنى وكبا بها الجَدُّ
كانت لها الأيامُ ضاحكةً ** فاليومَ وجهُ الدهرِ مسودُّ
كانَت لها الحُسنى وكانَ لها ** ألعزُّ والتمكينُ والمجدُ

فارجع عُّيونَك في مآثرِها ** ترَها من الإكبارِ ترتدُّ
ويلومني خِلّي على حزَني ** أتريدني يا صاحِ أن أشدو؟
يا أمتي، عذرًا ومغفرةً ** قلبي إليكِ من الهوى يعدو
إني نذرتُ الشعرَ أعذبَه ** لكِ خالصًا صفوًا، وذا وعدُ!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق