نُشر في فسبك وتويتر في 5/ 4/ 1437هـ.
رأيت تويترَ وقد بلوتُه زمنًا يُميت الخواطر ويحبس تدفّق الفِكَر ولا يزال يتخوّن الذهن حتى يغادره قريب الغَور قصير النظر يستثقل الإطالة والتفصيل ويرغب عن التفسير والتعليل. وربما يعجِز عن ذلك لو التمسه.
وكثير من المسائل لا يتناهى المرء إلى غايتها ولا يشفي النفسَ منها إلا بتشقيقها وبسط القول فيها، بل إن الكتابة فيها من ما يستدعَى به عازب الرأي ونافره ويذلّل به عصيّ الفكرة وشَموسُها. ولهذا ما أوصت الحكماء بتعهّدها واعتيادها.
وإن المرء ليشرع في المقالة وليس في ذهنه إلا معانٍ نَزرة غامضة بدا حاجب منها وضنّت بحاجب (كما يقول ابن الخطيم) أو كأنها بنات النقا تخفى مرارًا وتظهرُ (كما يقول ذو الرمّة)، فما هي إلا جولةٌ حتى تنثال عليه المعاني انثيالًا وينكشف له ما وُوري عنه منها. ومثل هذا لا يتأتّى إلا بالتطويل والإطناب، وهو ما يَعدَمه تويتر ويحظى به الفسبك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق