نُشر مفرّقًا في ملتقى أهل اللغة وآسك وتويتر وفسبك في أوقات مختلفة. وبعضه لم يُنشر من قبل.
- س: هل صحيح أن وصل (إن شاء الله) بهذه الصورة (إنشاء الله) يعني أن القائل أنشأ اللهَ وأوجدَه؟
ج:- لا يجوز وصل (إن) بـ(شاء) لأنهما كلمتان منفصلتان، غير أن الوصل على خطئه لا يوجب هذا المعنى المذكور لثلاثة أمور:
الأول: أنَّ المصدر قد يضاف إلى فاعله كما يُضاف إلى مفعوله، فجائِز أن يكونَ معنى (إنشاء الله) أن المنشئ هو الله كما قال تعالَى: ((إذا جاء نصرُ الله والفتح)) وقال: ((ولا ينفعكم نصحي)) وقال: ((ألئك يرجون رحمةَ الله)).
الثاني: أنَّ كلمةَ (إنشاء الله) قد تجيءُ بعد قولك مثلاً: (سأذهب إنشاء الله)، فلا يصِحّ احتمالُها ما زعموه من المعنَى لأن الفعل (أذهب) فعلٌ لازمٌ لا ينصب مفعولًا.
الثالث: أنا لو سلَّمنا بأنَّ هذه الكلمة لا تنفكّ عن هذا المعنَى المحظور شرعًا فإن كَتبَ الكاتب لها على هذه الصورة ناشئ عن جهله بمبحث الوصل والفصل لا عن إرادة منه لهذا المعنى المنكَر.
- س: كيف يُرسم نحو (أربعمئة) بالوصل أم بالفصل؟
ج: في رسم (أربعمائة) ونحوها على هذه الصورة خروج عن القياس من وجهين:
الأول: زيادة الألف في (مائة).
الثاني: وصل (أربع) بـ(مائة).
أما الألف فالرأي حذفها. وبه قال المبرد وأبو حيان. ويكاد ينتهي إليه رأي المعاصرين.
وأما الوصل فلا مسوّغ صحيحًا له.
وإذن تكتبها (أربع مئة) بالفصل. وكذلك سائر أخواتها. وهو رأي مجمع اللغة العربية بالقاهرة.
- س: ما الرسم الصحيح لـ(معديكرب)؟
ج: من يُعربه إعراب الممنوع من الصرف، وهو اللغة العُليا، يجعله كلمة واحدة (معدِيْكرب) لأنه مركب مزجيّ.
ومن يضيف أول جزأيه إلى الثاني يكتبه (معدِيْ كرب) لأنه حين إذ كلمتان.
- الراجح في رأيي فصلُ (مَن) و(ما) الموصوليتين والشرطيتين والاستفهاميتين عن حروف الجرّ (في) و(مِن) و(عن) إذا دخلت عليهما، فتكتبها (في مَن) (في ما) (من مَن) (مِن ما) (عن مَن) (عن ما). وهذا قول أبي جعفر النحاس في هذه المواضع كلها. ورأى فصل أكثرها أو بعضها ابن الدهان وابن عصفور وأبو حيان في تفصيل يطول ذكرُه. وخالف في ذلك آخرون فرأوا الوصل في هذه المواضع جميعًا، منهم ابن قتيبة. وكذلك الزجاجي وابن مالك وغيرهما في بعضها. وعلى هذا الإملاء الحديث.
وعلة ترجيح مذهب الفصل في جميع هذه المواضع البقاءُ على الأصل، وهو أن كل كلمة تُرسم منفصلةً ما لم يوجد موجب لوصلها بما يجاورها. ولا موجب صحيحًا ها هنا يمكن طرده على نظائره.
-المشهور وصل (كي) بـ(لا)، فتُرسم (كيلا). وأنا أرجح الفصل (كي لا) لأنهما كلمتان مستقلتان لا مسوغ كلّيًّا لوصلهما. وهو قول ابن قتيبة وأبي جعفر النحاس.
- أرى رسم (حينئذٍ) هكذا (حين إذ) خلافًا للمشهور لأنهما كلمتان منفصلتان. وكذلك نظائرها، وذلك أنه لم يعرض فيها ما يوجب الوصل. وقد نص على ذلك ابن بابشاذ، وذكر أنها توصل إذا بنيتَ جزأها الأول على الفتح على إحدى لغتَيها.
- س: لمَ لا تُفصل الواو عن ما بعدها نحو (وقالَ) مع أنها كلمة مستقلة؟
ج: صحيح أنها كلمة مستقلة، ولكن من موجبات وصل الكلمة بما قبلها أو ما بعدها أن لا يمكن الابتداء بها والوقف عليها لكونها على حرف واحد كواو العطف وفائه ولام الجر وبائه. فإن كانت على أكثر من حرف فُصلت نحو (قد قال).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق