نُشر أصله في ملتقى أهل اللغة في 19/ 7/ 1429هـ.
مسألة التفريق بين الضاد والظاء من المسائل التي لم تزل مشكلة على الناس قديمًا وحديثًا. ولذلك ألف فيها بعض العلماء كتبًا مستقلّة كأبي عمر الزاهد والصاحب بن عباد والصقلي والزنجاني وابن الدهان والأنباري وابن مالك وغيرهم.
ويُمكن إجمال طرق التفريق بينهما بثلاث طرق:
الأولى: حفظُ الكلمات التي فيها ظاء لأنها الأقلّ. والمستعمل المتعاوَر منها دون ذلك. فإذا حفظتَها علمتَ أن ما خلاها يُكتب بالضاد. وأوسع من حصرها في كلام العرب عامةً يوسف المقدسي في كتابه "الظاء". وهو مطبوع. ونظم أشهرَها في كلام العرب الحريريُّ في "المقامة الحلبية" وابنُ جابر الأندلسي أيضًا. ونظمَ الظاءات في كتاب الله تعالى الدانيُّ في أربعة أبيات شرحها بعض العلماء.
وهذه منظومة الحريريّ:
أيها السائلي عنِ الضّـادِ والظّـاء لكَـيْـلا تُضِـلّـهُ الألْـفـاظُ
إنّ حِفظَ الظّاءات يُغنيـكَ فاسمـعها استِماعَ امـرِئٍ لـهُ استيقـاظُ
وهذه منظومة الحريريّ:
أيها السائلي عنِ الضّـادِ والظّـاء لكَـيْـلا تُضِـلّـهُ الألْـفـاظُ
إنّ حِفظَ الظّاءات يُغنيـكَ فاسمـعها استِماعَ امـرِئٍ لـهُ استيقـاظُ
هـيَ ظَمْيـاءُ والمظـالِـمُ والإظْلامُ والظَّلْـمُ والظُّبَـى واللَّـحـاظُ
والعَظا والظّليمُ والظبـيُ والشّـيْظَمُ والظّـلُّ واللّظـى والشّـواظُ
والتّظَنّي واللّفْـظُ والنّظـمُ والتـقريظُ والقَيـظُ والظّمـا واللَّمـاظُ
والحِظا والنّظيرُ والظّئـرُ والجـاحِـظُ والنّاظِـرونَ والأيْـقـاظُ
والتّشظّي والظِّلفُ والعظمُ والظّـنبوبُ والظَّهْرُ والشّظا والشِّظـاظُ
والأظافيـرُ والمظَفَّـرُ والـمـحْظـورُ والحافِظـونَ والإحْـفـاظُ
والحَظيـراتُ والمَظِنّـةُ والظِّـنّةُ والكاظِـمـونَ والمُـغْـتـاظُ
والوَظيفـاتُ والمُواظِـبُ والكِـظّةُ والإنتِـظـارُ والإلْـظــاظُ
ووَظيـفٌ وظـالِـعٌ وعظـيـمٌ وظَهيـرٌ والـفَـظُّ والإغْــلاظُ
ونَظيفٌ والظَّرْفُ والظّلَفُ الظّـاهِـرُ ثـمّ الفَظيـعُ والـوُعّـاظُ
وعُكاظٌ والظَّعْنُ والمَـظُّ والحـنْظَـلُ والقارِظـانِ والأوْشــاظُ
وظِرابُ الظِّرّانِ والشّظَـفُ البـاهِـظُ والجعْـظَـريُّ والـجَـوّاظُ
والظَّرابيـنُ والحَناظِـبُ والعُـنْظُـبُ ثـمّ الظّيّـانُ والأرْعـاظُ
والشَّناظِي والدَّلْظُ والظّأبُ والظَّبْظـابُ والعُنظُـوانُ والجِنْـعـاظُ
والشّناظيـرُ والتّعاظُـلُ والعِـظْلِـمُ والبَظْـرُ بعْـدُ والإنْـعـاظُ
هيَ هذي سِوى النّـوادِرِ فاحفَـظْهـا لتَقْفـو آثـارَكَ الحُـفّـاظُ
واقضِ في ما صرّفتَ منها كما تقضيهِ في أصْلِهِ كقَيْـظٍ وقاظـوا
وتزيد على هذا بأن تحفظ الكلم التي وردت بالضاد والظاء باتفاق الوزن والمعنى. وقد عقد لها ابن مالك فصلًا في كتابه "وفاق المفهوم"، والتي وردت بالضاد والظاء باتفاق الوزن واختلاف المعنى. وأفضل الكتب في ذلك "الاعتماد في نظائر الظاء والضاد" لابن مالك.
وتزيد على هذا بأن تحفظ الكلم التي وردت بالضاد والظاء باتفاق الوزن والمعنى. وقد عقد لها ابن مالك فصلًا في كتابه "وفاق المفهوم"، والتي وردت بالضاد والظاء باتفاق الوزن واختلاف المعنى. وأفضل الكتب في ذلك "الاعتماد في نظائر الظاء والضاد" لابن مالك.
الثانية: كثرةُ النظرِ في الكتبِ والتفكّر في الكلمةِ قبل كتابتِها، فإن من طال نظره في الكتب يبعُد أن يُسيغ كتابة (الظبي) بالضاد هكذا (الضبي) لأن إلفَه حريّ أن ينكره لغرابته.
الثالثة: النظر في تصريف الكلمةِ واستدعاء نظائرِها في الاشتقاقِ، فإذا مرّت عليك كلمة (ظلمات) فلم تدرِ كيفَ تُكتب فانظر في اشتقاقها وتصاريفها تجد أنها من (أظلم يظلم فهو مظلم، وهي ظلمة) فقد تدلك معرفتك برسم سائر تصاريفها إلى معرفة رسمها. ومثال آخر كلمة (الظِّلال) فإن مفردها (ظِلّ)، ومن تصاريفها (المِظلّة) فتقطع بذلك أنها بالظاء لا بالضاد خلافًا لـ(الضَّلال) الذي هو ضد الهدى.
* مسائل متفرقة:
نُشر بعضها في تويتر، وبعضها لم يُنشر من قبل.
* مسائل متفرقة:
نُشر بعضها في تويتر، وبعضها لم يُنشر من قبل.
- التفرقة بين الضاد والظاء ليست مسألة إملائية في الأصل، وإنما هي مسألة لغوية، وذلك أن موضوع علم الإملاء هو بيان مدى التطابق بين اللفظ والرسم. وما يُرسم بالضاد من كلام العرب يُنطق نطقًا مخالفًا لما يُكتب بالظاء، ولكنْ لما كان الناس ينطقون الضاد والظاء نطقًا واحدًا التبس أمر رسمهما عليهم، فصارتا كأنهما حرف واحد له أكثر من صورة كالهمزة والألف. ولهذا تُلحق هذه المسألة بعلم الإملاء.
- من أشهر ألفاظ الضاد والظاء التي يخلط الناس بينها:
- يقال: (قرائن متضافرة) ونحوُ ذلك بالضاد على الأفصح، من (ضفْر الشعر والحبل)، وهو فتلُه. ومنه (الضفيرة). وحكى الصغاني مجيئها بالظاء، فتقول: (قرائن متظافرة). والأول أجود.
- (ضفيرة) الشَّعر، وجمعها (ضفائر) بالضاد لا بالظاء.- من أشهر ألفاظ الضاد والظاء التي يخلط الناس بينها:
1- (الضَّلال) ومشتقاتها كـ(ضلّ يضلّ وضالّ ومضلّ) ونحوها بالضاد. و(ظلّ الرجل يفعل كذا يظَلّ) و(الظلِّ) أيضًا وجمعه (الظِّلال) بالظاء.
2- (الضمّ) ومشتقاته كـ(الانضمام وانضمّ ومنضمّ ويَضُمّ) بالضاد. و(النّظام) ومشتقاته كـ(نظّم ينظّم) و(تنظيم) و(منظّم ومنظّمة) بالظاء.
3- (الحَضّ) بمعنى الحثّ على الشيء، ومشتقاتُه كـ(التحضيض) بالضاد. و(الحَظّ) بمعنى البَخْت ومشتقاته كـ(حُظوظ ومحظوظ) بالظاء.
4- (الضَّنّ) بالشيء بمعنى البخل، ومشتقاته كـ(الضَّنين). ومنه قوله تعالى: ((وما هو على الغيب بضَنين)) بالضد. و(الظنّ) وهو ما قارب اليقين، ومشتقاتُه بالظاء.
5- (الغَيض) بمعنى النقصِ، ومشتقاته (كغاض يَغيض). ومنه قولهم: (غَيض من فَيض) بالضاد. و(الغَيظ) بمعنى الغضب بالظاء كقوله: ((والكاظمين الغَيظ)).
6- (الناضر) بمعنى الحسن المنعَّم، ومشتقاتُه كـ(النَّضرة). ومنه قوله: ((وجوه يوم إذ ناضرة)) بالضاد. و(الناظر) ومشتقاته كـ(نظر ينظر نظرًا) بالظاء كقوله: ((إلى ربها ناظرة)).
7- (المحضور) بمعنى المشهود، ومشتقاتُه كـ(حضَر يحضر حضورًا، وهو حاضر) بالضاد. و(المحظور) بمعنى الممنوع، ومشتقاتُه كـ(حظرَه يحظره حَظْرًا) بالظاء. ومنه قوله: ((وما كان عطاء ربك محظورًا)).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق