في العروض
نُشر في ملتقى أهل اللغة في 3/ 6/ 1429هـ.
س: كيف يمكنني أن أعرف وزن البيت وبحره بسهولة؟
ج: لهذا طرق عدّة، منها:
1- الإدراكُ بالأذنِ، فإذا عُرِضَ عليكَ البيتُ من الشِّعرِ عرفتَ من نمَطِ إيقاعِهِ بحرَه. وهذا لا يتأتّى إلا لذي أذُنٍ مرهفةٍ ودُربةٍ في هذا العلمِ. وهذه الطريقة تلائم البحور البسيطة، وهي التي تفاعيلُها متماثلةٌ كـ(فعولن فعولن فعولن فعولن) في المتقارِبِ، و(مستفعلن مستفعلن مستفعلن) في الرجز.
2- أن تحفظَ لكلِّ بحرٍ بيتًا، فإذا صادفت بيتًا لا تعرف بحره عرضتَه على هذه الأبيات المحفوظة، فإذا أحسستَ بأذنِك أنَّ إيقاعَهما واحدٌ علمتَ أنَّ بحرَهما الذي يُنميانِ إليهِ واحدٌ.
مثالُ ذلكَ أن تحفظَ لبحرِ الطويلِ بيتَ امرئ القيس:
قفا نبكِ من ذكرى حبيبٍ ومنزلِ ** بسقطِ اللِّوى بينَ الدَّخول فحوملِ
فإذا سمِعتَ هذا البيتَ:
لولا الحياءُ لهاجني استعبارُ ** ولزرتُ قبرَكِ والحبيبُ يزارُ
ولحنتَه متغنّيًا علمتَ غيرَ شكٍّ أنه يفارقُ بيتَ امرئ القيسِ كلَّ المفارقةِ.
وإذا سمِعتَ هذا البيتَ:
ومن نكدِ الدنيا على الحرِّ أن يرى ** عدوًّا له ما مِن صداقتِهِ بدُّ
وجعلتَه بإزاءِ بيتِ امرئ القيسِ علمتَ أنهما بحرٌ واحدٌ لتماثلِهما في الإيقاعِ.
3- أن تقطّعَ أولَ البيتِ إذا عُرِضَ عليكَ، فإن كانَ مثلًا على زنة (فعولن) عرفتَ أنَّه لا يخلو إما أن يكونَ من بحر الطويل وإما أن يكون من بحر المتقارب لأنه ليس من البحور ما يبدأ بـ(فعولن) إلا هما. ولهذا عليك أن تعرف التفعيلة الأولى من كلِّ بحرٍ ثمَّ تعيِّن أحدَهما من طريقِ الإيقاعِ أو غيرِهِ، فمثلاً إذا كان البيت من بحر المتقاربِ فإنك تدركه بسرعةٍ لأنه كلَّه مبني على (فعولن) ثماني مراتٍ. فإن لم يكن من بحر المتقارب أدركت أنه من بحر الطويل. وهكذا تصنع في كلِّ بحر.
4- أن تقطِّعَ البيتَ تقطيعًا كاملاً ثم تعرف من خلالِ ذلك إلي أيّ بحرٍ ينتمي. وهذه الطريقة تصير إليها إن أعيتك الطرق السابقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق