نُشر في الفسبك في 12/ 12/ 1437هـ.
س: هل يجوز رسم (على) إذا جاء بعدها (أل) عينًا فقط، فيُكتب نحو (عَلَى البيت) هكذا (عَ البيت)؟
س: هل يجوز رسم (على) إذا جاء بعدها (أل) عينًا فقط، فيُكتب نحو (عَلَى البيت) هكذا (عَ البيت)؟
ج: الحكم في هذه المسألة من جهتين جهةِ النطق، وجهةِ الرسم.
أما النطق فيجوز حذف لام (على) إذا وليتْها (أل) مظهرةً أي قمرية، قال سيبويه: (وهي عربية). ومنه قول الشاعر:
غداة طفت عَ الماء بكر بن وائلٍ ** وعجنا صدور الخيل نحو تميمِ
أي على الماء.
فإن كانت اللام بعدها مدغمة أي شمسية، فلا تحذف نطقًا، فلا تقول: (عَ الدّار) لأن لام (على) إنما تُحذف استثقالًا لالتقاء مثلين، وهما اللامان، وليس ثَمّ لامان.
وأما الرسمُ دونَ النطقِ، وذلك إذا كان المتكلِّم يُثبت اللامَ نطقًا، ولكنه يرومُ حذفَها رسمًا التماسًا للاختصارِ فيكتبها (عَ البيت) و(عَ الدار) وينطقها (علَى البيت) و(علَى الدار)، فأراه جائزًا بشرطِ أن يصطلحَ المتخاطِبون على أنَّ الحذف مقصورٌ على الرسمِ دون النطق ولا سيّما في ما اتصل بلامٍ شمسية نحو (عَ الدّار) لأن حذف اللام حين إذٍ نطقًا لا يجوز كما بينتُ. وهذا كما اصطلحوا على اختصار المئينَ من الكلمات في رموزٍ كـ(ص = صلى الله عليه وسلم) (رض = رضي الله عنه) و(س = سؤال) و(ج = جواب) و(1 = واحد) (2 = اثنان) وكذلك جميع الأرقام. ولهذا فإن من الخطأ أن يُظنّ أن (ص) تقرأ صادًا. وهذا الذي حملَ بعضهم على تقبيحِها، وإنما تُقرأ (صلى الله عليه وسلم). وكذلك (س) لا يصِحّ أن تُقرأ سينًا، وإنما يقرؤها القارئ (سؤال).
وليس كلّ كلمة يحسُن فيها هذا الاختصار، وإنما يحسُن ذلك إذا كثُر دورانُها في الرسمِ إذ كانت كثرة استعمالِ الشيء داعيةً لاستثقالِه والضّجر منه.
وأنت ترى هذا في المسألة المذكورةِ، فهي كثيرة الدوران شيئًا مّا. هذا على ضيقِ المقام في تويترَ واضطرارِ الكاتب إلى الإيجاز وحذف الفضول، وزدْ على هذا أنه قد أُلِف حذفُها في لسان بعض العرب إذا وليتْها اللام القمريّةُ، وأنها قد تفشّت اليومَ في عمَل الكتّاب ودلّهم العُرف على معناها وأنِسوا إليها. وهذه الأسبابُ الأربعةُ باجتماعِها محسّنةٌ للحذف ومقوّيةٌ له.
ولك في رسمِها بعد حذف اللام وجهان صحيحان:
1- وصلُها بالكلمة بعدها، فتكتبها (علْبيت) و(علْماء) أي على البيت، وعلى الماء. وهذا هو الرسم المشهور في مصنّفات العلماء. وهذا إذا نطقتَها بالحذف، فأما إذا قصدتّ اختصار الرسم فقط دون النطق فلا أراه جائزًا.
2- فصلُها عن ما بعدها، فتكتبها (عَ البيت) و(عَ الماء). وهو الأصح في رأيي لأن بقاء الكلمة على حرف واحد عارضٌ، والعارض لا يُعتدّ به، فلا توصل بما بعدها. ومثلُه (بَ العنبر) أي بنو العنبر. و(مِ الآنَ) أي منَ الآن. هذا مع وقايتِه من اللبس.
وخلاصة القول أنه يجوز لك أن تكتبها في القمرية (عَ البيت) بنطق اللام وحذفها، و(علْبيت) بحذفها نطقًا دون إثباتها، وفي الشمسية (عَ الدّار) بنطق اللام. ولا يجوز كتْبها (عدّار) وأنت تنطقها (على الدار) لأنه لا يجوز حذفها في النطق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق