نُشر في الفسبك في 24/ 6/ 1437هـ.
المصدر المعروف للفعلِ (هرَبَ) هو (الهَرَب) كما قال تعالى: ((وأنا ظننا أن لن نُعجز الله في الأرض ولن نعجزه هرَبًا)) [الجن: 12].
فأما (الهُروب) فقد نكِره بعضهم ونفاه من الصّحّة كمحمود شاكر، فإنه قال: (والهروب ليس مصدرًا عربيًا وإن كان قد كثر استعماله في زماننا هذا، وإنما المصدر الهَرَب) [تفسير الطبري 10/ 274].
وقد أجازَه مجمع اللغة بالقاهرة معتمدًا على إثبات ابن القطّاع (ت515هـ) له في كتابه (الأفعال 3/ 3411) والفيوميِّ (ت نحو770هـ) في (المصباح المنير، هـ ر ب). وذكر محمد بهجة الأثري أنّ ابن القطّاع لم يوثّقه بشاهد، فكأنّه يوهّيه بذلك. [الألفاظ والأساليب 1/ 34].
قلت:
ما في أفعال ابن القطّاع هو نصّ كلام ابن القوطية (ت367هـ) في (الأفعال ص133). وقد نقله أيضًا أبو عثمان السرقسطي (ت بُعيد 400هـ) في (أفعاله 1/ 132)، ورواه أيضًا ابن سيدةَ (ت458هـ) في (المخصص 3/ 358) عن أبي عبيد (ت 224هـ) إن لم يكن مصحفًا عن (الهرب).
وله شواهد صحيحة، منها قول عمر بن أبي ربيعة:
ونحن فوارسُ الهَيجا إذا ما ** رئيس القومِ أجمعَ للهُروبِ
[ديوانه ص379، ومنتهى الطلب 4/ 232].
وقول الطُّفيل بن عامر بن واثلة:
متى نهبطِ المِصرينِ يهربْ محمدٌ ** وليس بمنجي ابن اللعين هروبُ
[تاريخ الطبري 6/ 343].
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق