السبت، 27 يوليو 2019

وصية لمن يريد تقوية ملكته في البيان

في تحصيل البيان
نُشر مفرَّقًا في آسك وتويتر في أوقات مختلفة.
- س: رجل لا يعرف من ألفاظ اللغة إلا القليل ويغلب على أسلوبه الضعف والركاكة ويريد أن يكون فصيحًا بليغًا، فماذا يحفظ وماذا يقرأ؟
ج: يتخيّر له خمسين كتابًا أو أكثرَ من جِياد كتب الأدب التي ذكرتها في مقال "السبيل إلى البيان" ويقرؤها متذوقًا لألفاظها متأملًا لمعانيها متفكرًا في أساليبها، يجهر بصوته في بعضها ويحاول محاكاتها على الوجه الذي بيّنتُه في المقال. والرأي أن يقرأ في اليوم ما لا يقِلّ عن مئة صفحة إن استطاع، بحيث ينهيها في مدّة وجيزة لأن قراءتها مفرّقة في المدة الطويلة لا يستثير الملكة ولا يوري زَندها، خلافًا للقراءة المكثّفة المتتابعة. ولا جرم أنه سينتفع من ذلك على حسَب جودة قريحته وقوة ملكته.
وأما الحفظ فيبدأ بحفظ المعلقات أو بعض ما يتيسر له منها، ثم يحفظ من حماسة أبي تمام أو الحماسة البصرية ما يخفّ عليه ويروقه، ثم إذا مرّ به البيت أو الأبيات المعجِبة في كتب الأدب التي يقرؤها فلا ينسَ حظّه من حفظها كما يقول الجاحظ. وأسهل طريقة لذلك أن يتخذ دفترًا يقيّد فيه الأبيات الأولى من القِطَع أو القصائد التي يختار حفظها من ما يصادفه في كتب الأدب وغيرها، ويكتب إحالاتها في الدفتر ثم يحفظها في كتبها التي وجدها فيها. وهذه طريقة الأصمعي.
وبهذا يحصّل قدرًا جيّدًا من المحفوظ يُنشده ويستشهد به ويطرّز به كلامه ويأخذ ما شاء من ألفاظه ومعانيه.
- س: لو سئلت عن اقتراح كتاب أو اثنين جامعين في الأدب لمن أراد تنشئة ولده فماذا تقترح؟
ج: أنصح له بكتب ابن المقفع "الأدب الكبير والصغير" و"كليلة ودمنة" ثم "عبرات المنفلوطي" وبعض كتب الطنطاوي اللِّطاف.
- أحسنُ البيان ما تكلّفتَ تجويده وتنقيحه ثم تكلّفتَ أن تُخفي هذا التكلّف على القارئ، فإذا قرأه لم ير إلا كلامًا سهلًا عذْب العبارة متساوي الأجزاء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق